بريطانيا: الفجوة بين القرار (2216) والوضع الراهن على الأرض في اليمن تتطلب قراراً أممياً جديداً
منصة ٢٦ سبتمبر – متابعات
أكدت بريطانيا حاملة القلم في الملف اليمني بمجلس الأمن الدولي أنها تعمل عن قرب مع المجتمع الدولي من خلال الدول الخمس، وعبر الرباعية الدولية لتشجيع الحوثيين على المشاركة في الحوار”.
وقال السفير البريطاني لدى اليمن “ريتشارد أوبنهايم”، في حوار مع “الشرق الأوسط”، نشرته أمس الجمعة: “إن هناك فجوة بين القرار 2216 الذي صدر عن مجلس الأمن في 2015 والوضع على الأرض حالياً”.
وأضاف “أعتقد عند أي تسوية سياسية بين الأطراف نحتاج لقرار جديد يعكس هذه التسوية، لكن يجب أن ينعكس القرار على التسوية وليس العكس، ومن الممكن أن نتحدث عن مضمون القرار قبل التسوية”.
وتابع: “أنا على يقين أن المجتمع الدولي جاهز لقرار جديد في الوقت المناسب يضفي الشرعية الدولية على أي تسوية سياسية شاملة خاصة باليمن تتوصل لها الأطراف اليمنية عبر الأمم المتحدة ممثلة في مبعوثها الجديد هانس غرندبرغ، الذي يمثل المجتمع الدولي بهذا الخصوص”.
وأشار إلى أن المعرفة السابقة التي يمتلكها المبعوث الأممي الجديد في الملف اليمني سوف تساعده كثيراً. حيث يقوم حالياً بالاستماع إلى جميع الأطراف والآراء. كما لفت إلى أنه بناء على ذلك سوف يضع غرندبرغ خطة لعملية سلام بدعم المجتمع الدولي الذي يمكن أن يدفع الأطراف للحصول على تسوية سياسية شاملة.
وقال أوبنهايم: “لكن في النهاية يجب أن تكون التسوية بين اليمنيين أنفسهم، لا دور للخارج فيها، التسوية بأيدي اليمنيين، ونحن نساندهم فقط”.
كما أكد على أن الجهود الحالية للمبعوث الأممي والمجتمع الدولي مبنية على ما أنجز خلال السنوات السابقة”.
واستطرد: “بلا شك لا نعمل من الصفر وهانس كذلك، سوف يبني على كل الجهود التي أنجزت خلال السنوات الماضية، ولا ننسى أن الوضع على الأرض يتغير يومياً، وعليه يجب أن ينعكس ذلك على العملية السياسية، ونحن على ثقة أن المبعوث سيعمل بجد وسرعة على هذه العملية، رغم أن هناك الكثير من الأطراف السياسية في اليمن يتوجب الحديث معهم، والجميع يريد عملية شاملة بين الأطراف”.
وأوضح السفير البريطاني، أن الوضع الراهن في اليمن “مخيف جداً. وهناك خطر جدي لحصول مجاعة، أناس كثر لا يملكون القدرة على شراء الغذاء. ونعتقد أن التسوية السياسية هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في اليمن، والتعامل مع الأزمة الإنسانية”.
وإذ شدد، على أهمية تنفيذ اتفاق الرياض وتعامل أطرافه بإيجابية، لأنه الفرصة الأفضل لإعادة الاستقرار والأمن في جنوب اليمن، والتأكد من وجود وفد حكومي مشترك لمشاورات السلام القادمة. نصح المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم الحكومة التي هم جزء منها، بحيث يكونوا فريقا واحدا لتوفير الخدمات الأساسية ودفع الرواتب.
كما أكد أنه “إذا لم يتعاون الانتقالي مع الحكومة الآن فلن تكون هناك فرصة في المستقبل لتحقيق أهدافه السياسية”.
مبيناً أن التدهور الأمني الذي شهده الجنوب، يؤثر على الاقتصاد. وليس هذا الوقت مناسب للدفع بالأجندة الخاصة بالمجلس ولا يوجد أي إمكانية لتحقيق ذلك في حال عدم وجود حكومة”.
وبخصوص الوضع الاقتصادي المتدهور، قال أوبنهايم إن توفير الخدمات الأساسية للشعب اليمني ودفع رواتب الموظفين مسؤولية الحكومة عبر الإيرادات التي تحصلها. مضيفاً أن “المشكلة الرئيسية الحالية في الاقتصاد اليمني هي عدم الثقة في العملة والاقتصاد ككل والبنك المركزي”.
وأكد دعم بلاده للحكومة اليمنية الذي عاد رئيسها وبعض أعضاء الوزراء إلى عدن مؤخراً، في تنفيذ إصلاحات اقتصادية والتعامل مع مشكلة تدهور العملة المحلية.
كما جدد السفير البريطاني قلق بلاده العميق من استمرار الحرب والأزمة الإنسانية والاقتصادية في اليمن، وضمن ذلك الهجوم الحوثي على مأرب، والهجمات عبر الحدود مع السعودية التي وصفها بغير المقبولة بأي شكل من الأشكال.
وأضاف: “يجب وقف الهجوم وأن تكون هناك أولوية لسلامة المدنيين، كل الأطراف بما فيهم الحوثيون عليهم مسؤولية احترام القوانين الإنسانية الدولية، ونحن في بريطانيا والدول الخمس نشجع الحوثيين على المشاركة في الحوار السياسي للحصول على أهدافهم السياسية، وهم جزء من العملية السياسية المستقبلية في اليمن، ولكن الوسيلة للحصول على ذلك هي الحوار”.
وكشف السفير أوبنهايم أن بحثاً مولته الحكومة البريطانية عن خطر تسرب النفط من الناقلة صافر الراسية قبالة سواحل الحديدة اليمنية، أظهر أن التسرب سيكون أربعة أضعاف حجم أكسون فالديز، وهذا خطر كبير جداً.
وأضاف “الكلفة ستكون أكثر من (20) مليار دولار، علاوة على ذلك، سيكون هناك تأثيرات سيئة جداً على الشعب اليمني وحياتهم، سيواجهون مشكلة مع المياه النظيفة لتأثر البنية التحتية، والتوقف عن صيد الأسماك، كما ستغلق المصانع في الحديدة لمدة طويلة، وسيكون كارثة ليس فقط للبيئة بل للشعب اليمني، وللسعودية وعمان وبعض الدول المجاورة في أفريقيا”.
وشدد على ضرورة إنهاء هذا الملف فوراً بقوله: “نعمل حالياً مع الأمم المتحدة لتطوير خطط للطوارئ في حال حصل أي تسرب قبل حل المشكلة. ونحث الحوثيين على حل المشكلة مع الأمم المتحدة، والسماح للخبراء بزيارة الناقلة وتقييمها”.