أطباء بلاحدود: أكثر من نصف المرافق الصحية العامة في اليمن توقفت عن العمل جزئيًا او كليًا

منصة ٢٦ سبتمبر – متابعات

قالت منظمة أطباء بلا حدود: “إن نظام الرعاية الصحية في اليمن لم يفلت من عواقب الحرب، فقد توقف أكثر من نصف المرافق الصحية العامة في اليمن عن العمل جزئيًا او كليًا”.

وأضافت المنظمة في تقرير حديث لها “أن  بعض المرافق التي تعمل وصلت إلى شفير الانهيار، إذ تعاني من شح في الأدوية والموظفين والتمويل، وفي المقابل، لا يمكن للسكان تحمل تكاليف النظام الصحي الخاص، لا سيما أنهم يكافحون من أجل شراء الطعام”.

وأشار تقرير المنظمة إلى الوضع الصحي في مدينة تعز، حيث ينعزل وسط المدينة عن باقي البلد، إذ تخضع مدينة تعز لإدارة الحكومة الشرعية التي تسيطر على قرارها ميليشيات التجمع اليمني للإصلاح -التنظيم النحلي للإخوان المسلمين في اليمن- بينما يقع الجزء الشمالي منها في المنطقة التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن.

وأضافت المنظمة “أنه بعد أن كانت الرحلة من تعز إلى الحوبان تستغرق عشرة دقائق قبل النزاع، باتت تستغرق من خمس إلى ست ساعات للالتفاف حول خط المواجهة، فيسافر السكان لأميال عبر الجبال ويعودون من الطريق نفسه ليصلوا إلى منطقة يرونها من على سطح منازلهم في الأيام العادية، ما أدى لتقلص حركة السكان بشكل كبير، إذ بات السفر من حي إلى آخر مكلفًا ومرهقًا ويستهلك الكثير من الوقت”.

وقالت المنظمة: “إن النزاع في تعز أسفر عن تحديات اقتصادية أثقلت كاهل الشعب، فقد ارتفعت أسعار الطعام والاحتياجات الأساسية بشكل خيالي وتضاعف سعر بعضها حوالي (500) مرة منذ بداية النزاع، في حين انخفضت القدرة الشرائية للسكان، علاوة على ذلك، نادرًا ما يتلقى الموظفون الرسميون رواتبهم، لا سيما أولئك العاملين في مجال الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية، ما أدى إلى إقفال مرافق طبية عدّة”.

وأضافت “أن وحدة الأمومة التي تدعمها أطباء بلا حدود في المستشفى الجمهوري ساعدت في إجراء حوالي (2,350) ولادة في الشهر، وتستقبل الفرق نحو (50) طفلًا حديث الولادة في وحدة الرعاية المتخصصة للأطفال، كما تلتمس أكثر من (1,500) امرأة خدمات رعاية ما قبل الولادة وما بعدها في المستشفى كل شهر”.

من جانبه قال منسق مشروع أطباء بلا حدود، في تعز “إيميليو”: “تشدد أطباء بلا حدود على التزامها بالاستجابة إلى احتياجات الرعاية الصحية للسكان في تعز. إننا نعمل على جانبي خط المواجهة ونلبي إحدى أهم الاحتياجات في المنطقة عبر توفير الرعاية عالية الجودة للأمهات والأطفال حديثي الولادة”.

وأضاف “إننا نستقبل مرضى من أماكن نائية وبعيدة، إذ تتحمل النساء مشقة رحلات تستغرق ساعات للوصول إلى مدية تعز والاستفادة من خدماتنا التي لا تتوفر في مواقع قريبة من منازلهم. ونظرًا للقيود المفروضة على السفر والطرقات الصعبة، لا يتمكن الكثيرون من الوصول إلى تعز أو إلى مناطق أخرى”.

وتابع “إن تقوية نظام الرعاية الصحية في محافظة تعز المكتظة بالسكان تشكّل حاجةً ملحة. في هذا الصدد، ندعو المنظمات الإنسانية إلى دعم مرافق الرعاية الصحية الأساسية لضمان حصول النساء على الرعاية الأساسية في مواقع قريبةٍ من منازلهن”.

وقالت المنظمة: “إن الضرر الملموس في المدينة بات هائلًا من دون أي أملٍ بمستقبل أفضل. هذا وأدى النزاع الذي طال أمده إلى كارثة ألمت بالصحة النفسية للسكان بشكل عام”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى