سلسلة اعتداءات ميليشيا الإخوان الإرهابية التي طالت جامعة تعز
منصة ٢٦ سبتمبر – صحيفة الشارع
توشك عملية تعليق الدراسة في جامعة تعز، على دخول الأسبوع الثالث على التوالي، في ظل تنصل الجهات الأمنية عن القيام بدورها في ضبط المتهمين بالاعتداءات المتكررة على كوادر الجامعة، والتي كان آخرها الاعتداء على نائب رئيس الجامعة الدكتور رياض العقاب من قبل قيادي في محور تعز العسكري.
وأعلن مجلس رئاسة جامعة تعز، في 15 يونيو الحالي، تعليق الدراسة، حتى تحقيق ثلاثة مطالب، تتمثل بتقديم القيادي في محور تعز العسكري عبدالحكيم الشجاع، للمحاكمة وعدم الاكتفاء باحتجازه، جراء اقتحامه حرم الجامعة برفقة العديد من المسلحين، وصولاً إلى مكتب الدكتور العقاب وتهديده.
كما طالب المجلس الجهات الأمنية في المحافظة، بالقبض على المتهمين بمحاولة اغتيال رئيس الجامعة الدكتور محمد الشعيبي، وقتل مرافقه موفق الشميري قبل عامين، في منطقة وادي القاضي، ومحاكمتهم.
وجدد المجلس، مطالبته من الجهات الحكومية المعنية، بالضغط على قيادة اللواء الخامس حماية رئاسية، بتسليم مبنى كلية الطب لرئاسة الجامعة ومغادرة الحرم الجامعي.
وأفاد مصدر أكاديمي لموقع “صحيفة الشارع”، أن الجهات الأمنية وقيادة محور تعز العسكري، اكتفت بالإعلان عن احتجاز الشجاع إلى الشرطة العسكرية، وترفض إحالة القضية إلى النيابة، في الوقت الذي تسعى فيه إلى حل القضية ودياً، بعيداً عن الأطر القانونية، في رفضاً واضحاً لمطالب مجلس رئاسة الجامعة المعلنة.
وأوضح المصدر، أن حملة تحريض واسعة وممنهجة يقودها قيادات وناشطي حزب الإصلاح، تستهدف رئاسة وأكاديميي الجامعة، كان آخرها حملة التحريض التي لا يزال يتعرض لها الدكتور منصور القدسي، رئيس الدائرة الإعلامية بالجامعة بعد اجتزاء لتصريحاته الإعلامية التي وصف فيها الحرب في تعز بـ “العبثية”، ومحاولة توظيفها بطريقة رخيصة للإساءة والتقليل من تضحيات أبناء تعز في مواجهة مليشيا الحوثي.
وقال بيان صادر عن الدائرة الإعلامية في جامعة تعز، إن حملة التحريض تجاهلت الكثير من تصريحات الدكتور القدسي التي أشار فيها إلى أن المليشيا الحوثية حولت الجامعة لساحة حرب وتم تحريرها على يد ابطال المقاومة والجيش لتتعانق قيادتي الجامعة والجيش في معركة استعادة الحياة لمدينة تعز باستئناف العملية التعليمية عقب تحرير مركزها الرئيسي في منطقة الحبيل.
وأوضح البيان، ان الدكتور القدسي مشهود لمقاومته مليشيا الحوثي وهو يقوم بواجبه التدريسي والنقابي في جامعة الحديدة عامي 2015-2016، واعتبر حربهم علي تعز حرب عبثية واجرامية وثمن تضحيات المقاومة الشعبية والقوات الحكومية في مواجهة مليشيا الموت، وهي مواقف وطنية تحسب له ولا تزال شاهدا له في منشورته المتواجدة بصفحته في الفيس بوك.
وذكر البيان، أن الدكتور القدسي تعرض بسبب نشاطه النقابي والإعلامي ضد توجهات المليشيا في ملشنة الجامعات بمناطق سيطرتها، لتهديد بالتصفية الجسدية من المشرف الأمني بمدينة الحديدة، وبعد فشل محاولة اعتقاله، قام مسلحي المليشيا باقتحام شقته بالسكن الجامعي بمدينة الحديدة.
وأضاف “أن المليشيا اتخذت قراراً بفصل الدكتور القدسي من جامعة الحديدة ووقف كل مستحقاته، إضافة لأساليب الترهيب والتجويع والتشويه التي يتعرض لها بين وفترة واخري لإسكات صوته المناهض لمشروعها التدميري”.
وأفاد البيان، أن جامعة تعز استوعبت العشرات من الكفاءات الاكاديمية المشردة من مناطق الميليشيا للاستفادة من خبراتها العلمية في خدمة الجامعة والمحافظة والحيلولة دون هجرة هذه العقول الي خارج الوطن، ومنها الدكتور القدسي.
واعتبر البيان، أن ما وصفها بـ “حملات التضليل” لا تستهدف شخص وحياة الدكتور القدسي وحسب، بقدر ما تستهدف التحريض ضد قرار مجلس الجامعة بتعليق العمل، والذي يمثل اعلى سلطة داخل الحرم الجامعي ومخولة قانونيا بذلك ورسم السياسات التعليمية المناسبة للجامعة والتي بفضلها حققت جامعة تعز قفزة نوعية لم تشهدها منذ تأسيسها، بحصولها على التصنيف العالمي كأفضل جامعة حكومية يمنية للعام الجامعي 2020-2021 رغم الاضرار الكبيرة التي خلفتها الحرب على الجامعة.
وقال البيان؛ “إن محاولة القائمين على هذه الحملة المضللة تسيس المطالب المشروعة لمجلس جامعة تعز هو استهداف متعمد للمساس بالسمعة الاكاديمية المميزة التي حققتها جامعة تعز وخدمة مجانية لمليشيا الحوثي لتشويه صورة مدينة تعز، كما هو استهداف لتضحيات وبطولات الجيش في مدينة تعز.
وفيما طالب البيان، بالقبض ومحاكمة مرتكبي الاعتداءات المتكررة على منتسبي وممتلكات الجامعة وتوفير إجراءات الحماية اللازمة لخلق بيئة تعليمية امنة يستفيد منها ابناءنا الطلاب، شدد على ضرورة تسليم المجمع الطبي للجامعة (مبنى كلية الطب التي تتمركز فيها قوات اللواء الخامس حرس رئاسي)؛ لضمان عدم فقدان اليمن لهذا المشروع الطبي والعلمي العملاق.
ولفت البيان، إلى أن الصندوق السعودي للتنمية هدد مؤخراً بوقف تمويل كلفة المشروع التي تقارب (100) مليون دولار بمرحلته الاولي، في حال لم يتم تسليمه للجامعة من قبل قوات اللواء الخامس حرس رئاسي لاستئناف استكمال التشييد المتوقفة منذ بداية الحرب.
وأوضح البيان، أن هذه المشروع الخدمي بقدر ما سيمكن الجامعة من رفع مستوي الطاقة الاستيعابية لقبول الطلبة بكلية العلوم الطبية بتوفير ثلاث مباني ضخمة لكليات الطب والصيدلة والمختبرات، قانه سيحدث قفزة نوعية في الارتقاء بالخدمة الصحية على مستوى اليمن.
واضاف، أن المشروع سيضم مستشفى تعليمي نوعي مزود بما يقرب من (450) سرير وأجهزة طبية نوعية، املا من قيادة اللواء التعاون مع قيادة الجامعة بتسلم المبني، تقديرا لتضحيات وبطولات قوات الجيش في سبيل عودة مؤسسات الدولة في حماية وخدمة المواطنين وتمكين الجامعة من تطبيب ومداوة الجرحى وأسر الشهداء وأبناء المحافظة والمحافظات المجاورة عموماً في هذا المستشفى.
مراقبون أشاروا إلى أن حملة التحريض ضد جامعة تعز، الغرض منها شيطنة كوادر الجامعة، والتنكر لنضالهم ورفض مطالبهم المشروعة بتوفير بيئة آمنة للتعليم، معتبرين حملة التشويه سلوك لا يختلف عن مليشيات الحوثي.
صحفيون وناشطون حقوقيون في مدينة تعز، أعلنوا انحيازهم الى جانب قرار مجلس الجامعة، جراء ما وصفوها بالتصرفات المليشاوية التي يجب مواجهتها، كون الناس يبحثون عن دولة لا عن ميليشيات بديلة عن ميليشيات الحوثي، حسب قولهم.
ونشرت موقع “صحيفة الشارع” ملخص بسلسلة الاعتداءات المتكررة التي طالت جامعة تعز ومنتسبيها خلال الفترة 2017 حتى 2021م، قال أنه حصل عليهكانت على النحو التالي:
1ـ ثلاثة اعتداءات على نائب عميد كلية الحقوق لشؤون الطلاب من قبل مجموعة مسلحة داخل الكلية وأثناء تأديته لعمله بتاريخ يناير 2017م، وتاريخ 29 مارس و15 يوليو 2017.
2ـ اعتداء على عضو هيئة تدريس بجامعة تعز فرع التربة بتاريخ 7 نوفمبر 2017.
3ـ اختطاف مدير عام خدمات الجامعة لمدة أسبوع من قبل عصابة مسلحة في 2018م.
4ـ جريمة الشروع بقتل أمين عام الجامعة ونهب سيارته من قبل عصابة مسلحة في 19 نوفمبر 2018.
5ـ جريمة محاولة اغتيال رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ محمد محمد سعيد الشعيبي التي أدت إلى إصابته ومقتل مرافقه الشخصي من قبل عصابة مسلحة في 20 نوفمبر 2018.
6ـ انتهاك الحرم الجامعي من قبل عصابة مسلحة والاعتداء على طلاب فرع الجامعة بالتربة بتاريخ 14 فبراير 2019.
7ـ الاعتداء على نائب رئيس الجامعة لشؤون التربة من قبل مسلحين أثناء خروجه من مقر عمله بتاريخ 25 مارس 2019م.
8ـ التهجم على نائب عميد كلية الطب لشؤون الطلاب في منزله من قبل عصابة مسلحة وتهديده في 12 أكتوبر 2019.
9ـ انتهاك الحرم الجامعي بالسلاح من قبل عصابة مسلحة والتهجم على نائب عميد كلية الطب لشؤون الطلاب في مقر عمله بكلية الطب في 13 أكتوبر 2019.
10ـ التهجم على عضو هيئة تدريس بكلية التربية والاعتداء عليه بالسب والتهديد بتاريخ 24 أكتوبر 2019.
11ـ الاعتداء على الحرم الجامعي بفرع التربة بإطلاق الرصاص الحي على قاعة الاختبارات بتاريخ 1 سبتمبر 2020
12ـ التهجم على نائب رئيس الجامعة لشؤون التربة من قبل ضابط بقوات الأمن الخاص والاعتداء عليه بالسب والتهديد في 20 نوفمبر 2020.
13ـ انتهاك الحرم الجامعي من قبل ضابط بالجيش وتهجم على نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب في مكتبه أثناء تأدية عمله واعتدى عليه بالسب والتهديد وصدم سيارته بتاريخ 15 يونيو 2021.
عدم تعاطي الأجهزة الأمنية والعسكرية بمسؤولية وجدية مع قضايا الجامعة ورفض الأوامر بضبط الجناة شجع الكثيرين على الاعتداء عليها وعلى ممتلكاتها، حيث بدأ مسلسل الاعتداء على أراضيها في ظل تغاضي الأجهزة المعنية، بل وبدعم منها في حالات عدة، وكان ذلك على النحو التالي:
1ـ في عام 2016م استولى اللواء الخامس حرس رئاسي على مباني كلية الطب الجديد -قيد الإنشاء- ولم تتمكن الجامعة من تسليم الموقع للمقاول لأجل استئناف العمل في المشروع على نفقة الصندوق السعودي، على الرغم من تكرار مخاطبة قيادة اللواء بالإخلاء، الأمر الذي سيفوت على الجامعة المنحة السعودية لإتمام المشروع وثلاثة مشاريع أخرى أهمها إنشاء وتجهيز المستشفى الجامعي، ولولا تقاعس اللواء الخامس حرس رئاسي في إخلاء المباني وتسليمها للجامعة لكانت الشركة المنفذة قد استكملت بنائها وتجهيزها هي وعدة مشاريع أخرى، ولكانت معاناة طلبة كلية الطب فيما يتعلق بالمباني والتجهيزات قد انتهت منذ سنوات.
2ـ الاعتداء على جزء من الأراضي خارج سور كلية الطب الجديدة الصادر باستملاكها أوامر قضائية بسبب الوضع القائم بتواجد اللواء الخامس حرس رئاسي فيها ومنع الجامعة من استعادتها.
3ـ عام 2019م قامت قيادة السلطة المحلية بتأجير مخازن الجامعة الكائن في منطقة الظهرة بير باشا على أحد المستثمرين لاستغلالها كسوق للجملة، وتمكنت الجامعة من إلغاء هذا الأمر وتم إخلاء المخازن.
4ـ عام 2019م قامت عصابة مسلحة أفرادها من منتسبي الجيش تابعة لأحد الألوية بالسطو على مئة وخمسون قصبة من أراضي الجامعة وشرعت بالبناء في جزء منها على الرغم من صدور العديد من الأوامر القضائية بوقف الاعتداء، ولكن كان هناك تراخي واضح في تنفيذها بسبب نافذين.
5ـ عام 2020م قام صندوق النظافة بالاعتداء على أرض الجامعة وشروعه في البناء داخل أرض المخازن بهدف الاستيلاء عليها، وبدعم من السلطة المحلية.
واعتبر الأكاديمي في جامعة تعز الدكتور صادق الشميري، أن كل هذه الاعتداءات وعدم وضع حد لها، هي التي دفعت مجلس الجامعة لاتخاذ قراره الأخير بتعليق الدراسة من أجل وضع حد لهذه الاعتداءات وتوفير بيئة تعليمية آمنة يتمكن فيها الطلبة من تلقي العلوم والمعارف العلمية بصورة طبيعية، ويتمكن فيها أساتذتهم من أداء مهامهم التدريسية بصورة آمنةـ وتتمكن فيها الجامعة من القيام بوظائفها وأداء رسالتها العلمية والمجتمعية.