مركز صنعاء يؤكد هوية ”رئيس الرئيس” بصنعاء وأقوى زعيم خارج أسرة ‎الحوثي

منصة ٢٦ سبتمبر – متابعات

كشف عضو سابق في فريق خبراء لجنة العقوبات المتعلقة باليمن بمجلس الأمن الدولي عن وجود صوري للمدعو “مهدي المشاط” المعين من زعيم مليشيا الحوثي الإرهابية رئيسا لمايسمى بالمجلس السياسي الأعلى خلفا لصالح الصماد في مقابل حضور طاغي لمدير مكتبه “أحمد حامد”.

وأكد غريغوري دي جونسن عضو فريق خبراء مجلس الأمن 2016 – 2018 في مقال له نشر يوم أمس أن أحمد حامد بات يعرف في صنعاء بأنه رئيس الرئيس، وأن زعيم مليشيا الحوثي يتخذ منه رقيبا على تحركات المشاط، وإصدار القرارات، وبات يقاسم المشاط صلاحيات الرئيس.

يقول جونسن تحت عنوان (الرجل الأقوى في صنعاء – لمحة عن أحمد حامد): “في الاجتماع الذي عُقد في فبراير/شباط، قال المشاط في القاعة إنه وحامد يتخذان القرارات معًا، “كلانا يعمل بأوامر السيد بغض النظر عن مناصبنا”، في إشارة إلى عبدالملك الحوثي. وفي الطرف الآخر من القاعة، رد حامد بالإيماء برأسه والابتسام.”.

وتابع: “لم يصدق ما قاله المشاط سوى قلة من الموجودين في تلك الغرفة، صحيح أن المشاط هو الرئيس الرسمي لحكومة الحوثيين (غير معترف بها)، لكن أحمد حامد -الذي يبدو زائد الوزن ويعاني من الصلع- يُعرف في صنعاء برئيس الرئيس، ويصفه أحدث تقرير صادر عن فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن بأنه “ربما يكون أقوى زعيم مدني حوثي من خارج أسرة الحوثي”.

ووفق المقال الذي نشره مركز صنعاء للدراسات فإن جزءً كبيراً من السلطة التي يمتلكها حامد تعود إلى علاقته الطويلة والوثيقة بعبدالملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثيين، حيث ولِد أحمد حامد في قرية مران عام 1972 أي نفس المكان الذي ولد فيه حسين بدرالدين الحوثي، شقيق عبدالملك، ومؤسس جماعة الحوثيين الراحل”.

وقال عضو فريق الخبراء السابق إن وجود حامد في منصب مدير مكتب مهدي المشاط “أتاح لعبدالملك رصد الرئيس في حالِ أصبح قويًّا أكثر مما يجب”.. مؤكدا أن حامد استخدم هذه السلطة لزيادة نفوذه في صنعاء، حتى أنه دخل في صراع مع أفراد من عائلة الحوثي.

وأكد أن حامد لعب إلى جانب محمد علي الحوثي دورا أساسيًّا في تعيين المشرفين في المؤسسات الحكومية ويقوم المشرفون بتقديم تقاريرهم إلى حامد ويأخذون منه توجيهاتهم، ويوجهون إدارة تلك المؤسسات من وزارات وهيئات.

وذكر المسؤول الأممي السابق أنه لم يحاول سوى عدد قليل من الأشخاص في صنعاء تحدي حامد، وأن ثلاثة من الوزراء الذين عينتهم المليشيا استقالوا بعد صدامات علنية مع حامد منذ 2018، واستولى أحد أقارب حامد على منزل وأموال مسؤول في حكومة المليشيا انتقد حامد علنًا.

وأضاف: “تعتقد لجنة خبراء الأمم المتحدة أن حامد يرأس أحد الأجنحة الثلاثة المتنافسة داخل جماعة الحوثيين، في حين يرأس الجناح الآخر محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا، والثالث يرأسه وزير الداخلية عبد الكريم الحوثي، عم عبدالملك”.

تحركات أكثر إثارة:

ووفق جونسن فإن التحركات الأكبر والأكثر إثارة للجدل لحامد كانت في الجانب المالي والإغاثي .. مؤكدا قيام حامد بتحويل حسابات صندوق رعاية الشباب والهيئة العامة للتأمينات والمعاشات إلى سلطة في مكتبه، وإنشاء هيئة لجباية الزكاة تحت تصرفه، وهيئة أخرى للأوقاف لجباية أموال وزارة الأوقاف.

واتهم جونسون حامد بالسيطرة على المساعدات الإنسانية وإنشاء المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية بدلا عن الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية وهو يشغل منصب رئيس مجلس إدارة المجلس حيث يشرف على استلام وتوزيع جميع المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين. 

وقال عضو فريق الخبراء إن حامد استخدم مجلس تنسيق المساعدات الغذائية “كسلاح وأداة لمكافأة الموالين ومعاقبة المعارضين”. مردفا: “يتدخل حامد من خلال منصبه على قمة هرم المجلس بشكل مباشر على جميع المساعدات التي تتدفق إلى شمالي اليمن”.

وأشار عضو خبراء مجلس الأمن إلى تقاضي مجلس تنسيق المساعدات الذي يرأسه حامد مئات آلاف الدولارات من منظمات تابعة للأمم المتحدة كمرتبات وإيجارات وشراء أثاث، منها راتب شهري (10) ألف دولار من ثلاث وكالات أممية، ومبلغ مليون دولار كل ثلاثة أشهر كإيجارات وتكاليف إدارية من وكالة اللاجئين، و(200) ألف دولار من وكالة الهجرة الدولية مقابل للتأثيث.

وذكر جونسون أنه ورغم اتهامات برنامج الغذاء العالمي لمجلس حامد ببيع مساعدات بملايين الدولارات إلا أن زعيم مليشيا عزز من دعمه لحامد من خلال تأكيده في 2019 على أن جميع المساعدات الدولية يجب أن يتم تنسيقها من خلال المجلس الأعلى.

وقال: إن تقرير فريق الخبراء الأخير أن حامد مسؤول بشكل مباشر عن أنشطة المجلس “التي تعيق تدفق المساعدات الإنسانية وتعرقل التحركات الإنسانية”.

وكانت مليشيا الحوثي الإرهابية قد عينت أحمد حامد مديرا لمكتب الصماد في يناير 2018، وعندما قُتل الأخير في غارة لطيران التحالف بعد بضعة أشهر، بقي حامد في منصب مدير مكتب الرئيس الجديد مهدي المشاط. 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى