لماذ يرفض الحوثيون إطلاق أقارب العميد «طارق صالح»؟

منصة 26 سبتمبر – خاص:

في الخامس من أغسطس الفائت تمت أول عملية رسمية لتبادل أكثر من ألف أسير بين مليشيات الحوثي والحكومة اليمنية تنفيذاً لتفاهمات لجنة شؤون الأسرى المنبثقة من اتفاق السويد الموقع في ديسمبر 2018، وكان الاتفاق يقضي ببدء العمل على آلية تنفيذية لتفعيل اتفاق تبادل الأسرى وفق مبدا “الكل مقابل الكل”، بمعنى إطلاق جميع المعتقلين بمافيهم كبار السياسيين والعسكريين المعتقلين لدى المليشيات منذ بدء الحرب، لكن المليشيات الحوثية كعادتها، استماتت في نكثها للوعود، وذهبت إلى تجزءة الاتفاق من خلال تحديد قوائم فيها أسماء منتقاه أرادت مبادلتهم مع أسرى حوثيين، كان ذلك في اجتماع عُقد في العاصمة الاردنية عمّان في نوفمبر العام الماضي.

ومن بين الشخصيات التي تماطل المليشيات في الافراج عنها “عفاش طارق صالح” و”محمد محمد عبدالله صالح” و”فيصل رجب” واللواء ركن “محمود الصبيحي” و”محمد قحطان” و”ناصر منصور هادي” وغيرهم ممن مايزالوا أسرى في سجون الحوثيين، وبسبب طول أمد مماطلة الحوثيين وتعنتهم اطلق صحفيون وناشطون يمنيون حملة الكترونية شعبية يمنية، على مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر وفيس بوك وانستجرام)، للمطالبة بإطلاق الأسرى من سجون مليشيا الحوثي الكهنوتية ، تحت هشتاق”

#الحرية-لمحمد_وعفاش

#freedommohammedandafash.

ولقيت الجملة تفاعل كبير عبر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك والتويتر والانستجرام، من اليمنيين.

وخلال الحملة تردد سؤال على لسان الكثير من رواد السوشيال ميديا مفاده لماذا ترفض مليشيات الحوثي ادراج اقارب الرئيس صالح ضمن ملف تبادل الاسرى؟، مع رفضها لاطلاق سراحهم؟

الكل مقابل الكل:

اعتقلت مليشيات الحوثي عدد من أقارب الرئيس اليمني السابق الشهيد علي عبدالله صالح في انتفاضة ديسمبر 2017، ،ومن بينهم نجليه مدين وصلاح، وعفاش نجل قائد المقاومة الوطنية ورئيس المكتب السياسي للمقاومة العميد طارق صالح، وشقيقه المقدم محمد محمد عبدالله صالح، وبعد عام من إعتقالهما أفرجت المليشيا الحوثية عن مدين وصلاح، وأبقت عفاش ومحمد، بهدف مساومة العميد طارق والضغط عليه لوقف قتالهم.

وفقا لما أشار له العميد طارق، لكن الأخير رفض المطالب الحوثية قائلاً في رده علي الحوثيين: «موقف خسة ودناءة أن يعاقب الابن بسبب موقف أبيه، سلام عليك يابني وكل معتقل ومختطف وأسير، نشاطر أهلهم الوجع، ونؤمن أن الظلم زائل وأن قتاله واجب مقدس».

ومنذ أسرهما منع الحوثيين اي اتصالات بمحمد محمد عبدالله صالح وعفاش منذ فبراير قبل سنتين وحتى الوقت الراهن، الأمر الذي يوضح جلياً سوء معاملة الحوثيين للأسيرين، في مخالفة للأعراف والتقاليد المحلية والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الأسرى في الحروب.

في حديثه لـ”منصة 26 سبتمبر”، يتذكر الأسير المحرر من سجون الحوثيين الصحفي “هشام اليوسفي”،(1955) يوماً مليئت بالظلم والحرمان والتعذيب الجسدي والنفسي، وُيذكر بأهمية التضامن مع الأسرى من خلال حملات الضغط على المليشيات الحوثية كالحملة الالكترونية الشعبية اليمنية، المطالبة بإطلاق الأسرى من سجون مليشيا الحوثي الكهنوتية.

ويقول اليوسفي: “لابد من تكثيف الأنشطة والحملات التي تلفت المجتمع المحلي والدولي لقضية الأسرى،لأن هذا العالم لايدرك أن السجين لدى جماعة الحوثي تمر به أوقات يفضل فيها الموت على الحياة لأن الحياة تكون في بعض ظروف السجن أكثر بشاعة من الموت نفسه”.

ويتذكر العميد طارق صالح رئيس المكتب السياسي للمقاومة نجله عفاش المعتقل في سجون الحوثيين، إذ يقول: «ندخل السنة الرابعة ولم نسمع حتى أصواتهم، يذكرونا كل ساعة وكل دقيقة بوجع آلاف العائلات التي تعاني صلف الحوثي وإجرامه».

وتشير الحقيقة الماثلة أن الاف الأسرى مايزال قابعين في زنازين المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، دون أن يلتفت لهم أحد، وجاءت حملة المطالبة بإطلاق الأسرى للفت أنظار العالم لمأساة الأسرى في سجون الحوثيين، وهو الأمرالذي أكد عليه رئيس المكتب السياسي للمقاومة العميد طارق بالقول: «كل مختطف ومخفي وأسير هو قضيتنا».

وفي تغريدات أطلقها صالح بالتزامن مع الحملة، مخاطباً شركاء النضال في مقاومة الكهنوت الحوثي ومخاطباً المليشيا الحوثية في ذات الوقت، بالقول: «أوجاعنا كلنا واحدة، والعدو واحد ولهذا ملتزمون وندعو دائماً لمبدأ الكل مقابل الكل».

مقاومة الحقد الحوثي:

ناشطون وصحفيون وكُتاب مشاركين في حملة المطالبة بإطلاق سراح الأسرى،عبّرو عن غضبهم من استمرار أسر عفاش طارق ومحمد محمد عبدالله صالح، وباقي الأسرى اليمنيين المختطفين في سجون المليشيات الحوثية،يقول الناشط نضال، أن «استمرار اعتقال محمد بن محمد وعفاش طارق لسنوات، لا يدل الا على مدى الحقد الذي تكنه المليشيا الحوثية للشعب منذ تواجدها في اليمن وحتى اليوم، والخوف من الزوال».

فيما أكد الناشط اكان أنهم، أن «الحوثيين ساومو العيد طارق بالرجوع عن معركة الحديدة مقابل أطلاق نجله وشقيقه، وكان رد طارق”أعتبروهم شهداء في ديسمبر” هكذا رد طارق بمسؤلية وطنية ونضالية تعكس لنا تضحيات هذه الاسرة وتاريخها النضالي» .

بينما أشار الناشط مدين الحميري، بأن «مليشيات الحوثي تضع شروط تعجيزيه من اجل اطلاق اقارب الرئيس صالح، وذلك في خطوة لعرقلة التسوية السياسية».

وأعتبر الناشط فواز الشاطبي، بأن «صمود الاسرى في معتقلات مليشيات الحوثي يُعد انتصار للقضية العادلة للشعب اليمني».

وردة بن سميط محامية مدافعة عن حقوق الأسرى والسجناء في اليمن تؤكد في حديثها لـ”منصة 26 سبتمبر” أن الحملات المطالبة بإطلاق الأسرى وانتزاع حقهم في الحرية من سجون مليشيات الحوثي،تساعد على القانونيين والحقوقيين في المساهمة بتحقيق العدالة ومحاسبة الحوثيين الذين يُعدو من أكثر منهكي حقوق الانسان في العالم.

حققت الحملة الالكترونية الشعبية اليمنية، المطالبة بإطلاق الأسرى من سجون مليشيا الحوثي الكهنوتية تحت هشتاق #الحرية لمحمد وعفاش، نجاحاً لافتاً رغم انشغال الناس، وضيق الوقت خلال شهر رمضان الجاري، إذ تشيرالاحصائيات من موقع برند الخاص بالاحصائيات المعتمدة لدى تويتر تفاعل (420,478) الف شخص، وبلغ الوصول (122,831,344) مليون فيما كانت المشاركات (167,322) الف ووصلت اللايكات الى (253,154) الف.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى