إب.. قبلة السياحة التي حوَّلها الحوثيون إلى مسرح للجرائم (تقرير)
منصة ٢٦ سبتمبر – إب – وكالات
لا يكاد يمر يوم من دون أن تستفيق محافظة إب على جريمة تهز المجتمع، ذلك أن معدل الجرائم ارتفع بشكل مخيف منذ سيطرة مليشيا الحوثي على المحافظة الواقعة في وسط اليمن، بعد أن كانت تعد قبلة أولى للسياحة.
وشكا سكان محافظة إب من ارتفاع منسوب الجريمة الحوثية وانتشار الفوضى بسبب أنشطة العصابات المدعومة من قبل قادة المليشيا.
وارتفع منسوب الانتهاكات والجرائم الأمنية والجنائية، بما فيها القتل والسرقات والاختطاف والاقتحامات وغيرها في المحافظة ومديرياتها خلال الفترة الأخيرة، إلى أرقام قياسية.
واتهم السكان في محافظة إب، قادة ومشرفين حوثيين بالوقوف وراء انتشار الجرائم بمختلف أشكالها، واعتبروا أن نسب جرائم القتل ومختلف الجرائم والحوادث الأخرى لم ترتفع إلى أعلى مستوياتها ولم تسجل أرقاماً قياسية في محافظتهم إلا في عهد سيطرة الجماعة الحوثية.
وقبل أيام كانت إب مسرحاً لجريمة شنيعة هزت المحافظة، حين أقدم زوج على تهشيم رأس زوجته بالمطرقة منتصف الليل، قبل أن يتركها مضرجة بالدماء ويبلِغ الجيران ثم يغادر خارج المدينة.
وقبل أسبوع في مدينة يريم اختفى طفل يدعى عمر علوان، ولم يتم العثور عليه ولا يعرف مصيره إلى الآن.
كما أقدم شخص مجهول على اختطاف طفلة لم تكمل الثالثة من العمر، والتقطته كاميرات مراقبة محال تجارية لكنه اختفى عن الأنظار بجريمته.
وتعد هذه الجرائم نماذج لعشرات الحوادث تقع بشكل يومي جراء حالة الانفلات الأمني التي تسببت بها مليشيا الحوثي، منذ أن حلت ضيفًا ثقيلًا على هذه الجغرافيا.
حالة استثناء
يقول أحمد المهدي (20 عاماً)، وهو عامل، في حديث لـ”نيوزيمن”: “لم أفارق مدينة إب إلا للعودة إليها، تعرفت إلى كل شيء فيها حتى السجون لكن لم أشهدها بهذا البؤس، كأنها تتعرض لعقاب جماعي”.
وتساءل: “كيف أصبحت إب متصدرة جميع المحافظات في الانفلات وسوء الإدارة ونهب الإيرادات؟”.
يضيف: “أي شيء لم تكن تتصور حدوثه حدث في هذه المحافظة وهي التي كانت بعيدة عن أحداث كثيرة”.
تجاوزات وفوضى
كل يوم يستيقظ الناس على سماع قصة جديدة وحدث جديد يوجع القلب ويعصف بالوجدان.
قبل أكثر من 3 أعوام في عزلة “المكتب” مديرية جبلة، تعرضت طفلة بعمر 5 أعوام للتعذيب حتى الموت من قبل خالتها، ولم يتم القبض على الجانية إلى اليوم.
وتشير التقارير أن حالات الجريمة وأعدادها غير المسبوقة ارتفعت خلال الأعوام الأخيرة في محافظة إب، لدرجة أن كل ساعتين إلى ثلاث ساعات تحدث جريمة.
وترفع عشرات الشكاوى يوميًا ضد نافذين بصفات رسمية وغير رسمية، يمارسون عمليات نهب أراض وتغيير أوراق رسمية وبصائر.
“م. ع. ك” شاب أكمل فترة حكم السجن 7 أعوام في السجن المركزي بإب، وحين أراد توريد مبلغ الدية المحكوم عليه بدفعها طُلب منه مبلغ كبير من أجل أن يتم الموافقة على التوريد ولا يزال خلف القضبان.
أحداث مختلفة
انتشار السوق السوداء للنفط بصورة مخيفة ينتج عنها خسائر بشرية ومادية كبيرة جراء الحرائق التي تخلفها، ناهيك عن انهيار البنية التحتية.
ارتفاع حالات الانتحار، آخرها الأربعاء الماضي 4 مارس، عثر على الشاب عكاف موفق هدوان مشنوقاً في إحدى قرى مديرية بعدان.
بعدها بثلاثة أيام شابة تطلق النار على نفسها في منزل والدها يتم إسعافها لأحد المستشفيات قبل أن تفارق الحياة.
توسع كبير في دائرة الفساد داخل القضاء، أقسام الشرطة، النيابات، صارت عنابر السجون مليئة بالنزلاء مقابل غياب أبسط الحقوق والخدمات.
ارتفاع معدل الجريمة الجنائية نتيجة للأوضاع الأمنية والمعيشية، وانتشار واسع للمسلحين في المدينة وبقية المديريات.
انهيار القطاع الصحي أدى إلى عشرات الأخطاء الطبية بعضها انتهى بالموت والآخر بإعاقة دائمة.
تعرُّض الكادر التعليمي للتجريف ومشاكل شبه يومية تشهدها الجامعة بسبب قوانين جديدة وفرض رسوم إضافية أثقلت كاهل الطلاب.
المصدر: نيوز يمن