تسوية الحسابات ليست هكذا، سجالاً عبر الإعلام والشبكات، وإنما في الجبهات. الخلافات النظرية شيء والقضايا المصيرية والوجودية شيء آخر.
قاتل صالح واستنفر الناس واليمنيين جميعاً، إلى القتال لاستعادة بلادهم.
وودعنا علانية وعلى الهواء، في خطاب الساعات الأخيرة، نعى نفسه، والنيران والقطعان تطوق جدار بيته، بجسارة وبطولة من عقد مع النهاية صفقة شهادة وأودع روحه ذمة اليمن الجمهوري بشرف ورجولة.
الشهداء عند ربهم والبلاد باقية ولكنها تنزف بينما تُسرق المعركة، عمداً وغدراً. من البداية كان حديث الجثة والتطير بها، بلا أي معنى. واستجلب حديث الثلاجة، بإسفاف وإسراف مخزيين، في الضفة الأخرى.
هكذا تُهدر المعارك الكبيرة وتُهان المآثر ويساء إلى المصائر والغايات.
وهنا أيضاً كانت مقتلة “عفوية” تحدث وهي لم تتوقف، وثمة العشرات والمئات من أمثال فليته يكرسون ذات الانطباعات ويقتلون الشهداء مئات المرات يومياً وعفوياً بالتهالك على مفردات وأدوات قاموس الصراع والكيد الحزبي الذي فعل كل شيء ومهد للحوثيين ولكل هذا الخراب.
لكنها، أبداً، ليست حسابات شخص أو أشخاص.. بل بلاد بأسرها استبيحت، “عفوياً” بزعمهم.
أو حسابات بلاد بأسرها، في الثلاجة، إن شئتم. حتى صديق طفولتي، محسن، يدخل ضمن هذه الحسابات؛ قتلوه في داره بدم بارد أمام زوجته وأطفاله الصغار، بمنتهى العفوية.
إذا قالوا: قُتل بعفوية. فقولوا: ونحن سنقاتلكم بعفوية. وقاتلوا..