عن ضحايا مجزرة صنعاء والجماعة المختلة
منصة 26 سبتمبر- كتب/ محمد عايش
كل ما نعرفه ويعرفه الرأي العام الآن عن ضحايا مجزرة اليوم في صنعاء، أنهم مجموعة مواطنين شاركوا في فعالية حو.ثية حضرها الصماد، وكما يتضح من الفيديو المقدم كدليل ركيك ضدهم، فقد كانوا مشاركين في الفعالية بحماس وباحتفاء كبير بزائرهم. وكانت هذه هي النتيجة.
عشرة اشخاص من داخل فعالية واحدة، وقاعة واحدة، قررت الجماعة المختلة أنهم الأنسب لتضرب بهم المثل وتقيم العبرة، بهدف بث الذعر وسط الناس، وحماية قيادات الجماعة مستقبلا من “خيانة” المجتمع لهم.
جريمة هدفها النهائي بث المزيد من الأمان لدى قيادات غارقة في الدماء والخوف.
لو كانت الجماعة مقتنعة أنهم مدانون فعلا لحاكمتهم محاكمة علنية، ولبذلت أي جهد يذكر لإقناع الرأي العام بإنهم متورطون. لكنها بدلا عن ذلك عمدت إلى محاكمتهم محاكمة سرية، والمحاكمات السرية وجودها كعدمها، فضلا عن كونها دليلا راجحا على براءة المتهم.
محاكمة سرية مكلفتة في قضية اغتيال “رئيس جمهورية” كما يقولون؟!!!
أين حدث هذا من قبل؟ وكيف له أن يحدث لولا أنه أمر مفبرك من أوله لآخره.
رغم الحزن والصدمة التي عمت اليمن إلا أن هناك عبر كثيرة، أهمها:
لا تثقوا بهؤلاء الناس، ومن يظن أن اقترابه منهم سيحميه من بطشهم واهمٌ واهم.
تذكروا جيدا أن الضحايا (ولا ندري دوافعهم وراء حضور تلك الفعالية، وعلى الأرجح حضروها مثل كل الناس إما رغبا أو رهباً)؛ كانوا في النهاية من جمهور الجماعة وجزءا من حشودها (وهذا ليس تقليلا من مظلوميتهم).
والمعنى أنك، أيها اليمني، وأنت تشارك بحماس في اي حشد للجماعة؛ توقع أنك قد تتحول بسرعة البرق إلى مقطع فيديو بسهم أحمر فوق رأسك.. وإلى ساحة الإعدام.
الجماعة تتعامل مع المجتمع كمجتمعٍ الأصل فيه “الخيانة” حتى لو بح صوته بصرختها أو مات ثلاثة أرباعه في جبهاتها.