عن فتح مطار صنعاء، والدور العماني في اليمن
منصة ٢٦ سبتمبر – ريدان المقدم
صاحب قرار إعادة فتح مطار صنعاء هم الحوثيين، بطريقه أم بأخرى وفتح المطار على الأقل تبرير لأعداد القتلى الكبير الذي منيت به قواته في محاولتها الأخيرة دخول مأرب.
إذا وصل الحوثي إلى قناعة بأنه لن يستطيع إسقاط مآرب، فسيوافق على فتح المطار مقابل التوقف عن مهاجمة مآرب.
الحوثي الآن أمام خيارين كل منهما له كلفه أكبر من الآخر بالنسبة لحساباته الشخصية وأهدافه التي ينفذها باستماتة للاستحواذ على أكبر قدر من المناطق قبل الشروع في أي مفاوضات.
وبمعنى آخر فإن فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة مقابل توقف الحوثي عن هجوم مآرب يحفظ للجميع ماء الوجه كما يقال.
بكل تأكيد فإن فتح مطار صنعاء حق من حقوق اليمنيين وحاجتهم الإنسانية الملحة في المقام الأول ويفترض أن لا علاقة به وبحسابات الحرب والمتحاربين.
هذه الصفقة التي تقودها عُمان الحاضنة السياسية للحوثيين لا تمثل اليمنيين الذين لاتهمهم مكاسب أطراف الحرب.
هي صفقة تخص وتصب جميع أهدافها إلى منافع خاصة وحسابات جولات أخرى من الحرب.
صحيح أن فتح مطار صنعاء سيسهل للكثير من معاناة السفر للحالات العلاجية، ولكن ليس باستطاعة كل اليمنيين السفر خارج اليمن بسبب وضعهم الاقتصادي السيئ الناتج عن الحرب وتوقف المرتبات وتدني مستوى الدخل، بالإضافة أن سكان مدينة تعز لن يستفيدوا من فتح مطار صنعاء إلا إذا تم فك الحصار عنها، ففتح مطار صنعاء دون فك حصار تعز يعد استهزاء بمعاناة مواطنين آخرين لهم نفس حق المواطنة في أدنى مستوى لها أو لنقل الحفاظ على الحد الأدنى من المستوى الأخلاقي لأي صفقة.
عموما باعتقادي أن الحوثي لن يتوقف عن محاولات اقتحام مآرب، فهي بالنسبة له أهم بكثير من مكسب فتح مطار صنعاء، لان فتح مطار صنعاء هو جائزة الهزيمة بالنسبة للحوثيين.