المقاومة الوطنية والساحل الغربي

منصة ٢٦ سبتمبر – عبدالسلام القيسي*

في التاسع عشر من أبريل لسنة 2018م، انطلقت أولى عمليات حراس الجمهورية، الذراع العسكري للمقاومة الوطنية في جبهة الساحل الغربي، وتحديداً من مفرق المخا وصولاً إلى الأحياء الشرقية والجنوبية في مدينة الحديدة، وبدعم وإسناد من قوات التحالف العربي إلى جانب ألوية العمالقة والتهامية وألوية الزرانيق، شركاء المصير

ثلاث سنوات فقط عمر هذه الانطلاقة، ومرت بمنعطفات كبيرة جعلتها رقماً صعباً في الخارطة الجمهورية ألم تكن هي الرقم العسكري الأول الذي يهدد وجود المليشيا الحوثية طيلة هذه الحرب ولكونها تشكلت من النخب العسكرية التي توافدت بعد دعوة العميد طارق إلى النفير الجمهوري ومن كثرتهم الذين فروا بأرواحهم إلى هذه الخارطة الساحلية توقفت في فترات كثيرة عن التجنيد إلى إشعار آخر، فالحراس شعب.

لم يكتف العميد طارق في تأسيس جيشه المحارب الذي يتوفز ذات يوم لاستكمال تحرير الحديدة بل كافح وجالد وجاهد وحلت القوات المشتركة بتدريبها العالي والمتمكن بديلاً لكل قوات التحالف العربي في الساحل الغربي من كفاءة وقدرة المقاومة بميقات قصير على التكفل بالحرب وإدارة المعركة وأنشأ قوات خفر السواحل على طول الشريط البحري من حنيش إلى زقر وإلى باب المندب، وكانت هذه القوات مزلاجاً ملحمياً أقفل كل أبواب التهريب للمال والسلاح والمخدرات من إيران إلى الحوثي عبر البحر وسقطت خلايا تهريب إيرانية في قبضة المقاومة الوطنية، مرات.

تشكلت أيضاً إلى جانب ألوية حراس الجمهورية ألوية الأمن والشرطة العسكرية والأمن المركزي لتطبيع الوضع في الساحل الغربي، وتعتبر مديريات الساحل الثمان من أكثر المناطق في اليمن بالأمن والطمأنينة في ظل الأمن الذي تبذله الأجهزة بجهودها ورعاية العميد طارق.

الناس، أيضاً، في الساحل الغربي يحتاجون إلى المساعدة، مبلغ وقدره 700 مليون عام 2020م فقط كإغاثة ومشاريع وترميم المباني ومياه ودعم للسلطات المحلية في كل المديريات والاستجابة للمطالب العاجلة في تعز وفي كل مكان كدعمه لمواجهة كورونا بمدينة تعز بمبلغ 40 مليون ريال يمني، وكذلك اهتمامه بجرحى المقاومة إلى جانب علاجهم في أرقى مشافي الداخل والخارج ومنحهم سيارات كرد جميل لتضحياتهم. 

القائد الذي لا يتخلى عن مقاتليه، الشاردين من الحوثي، ببنادقهم وإيمانهم لم يتخل عنهم، وبمنعطف كبير لم يفعله أحد قام ببناء مدينة سكنية مكونة من 600 وحدة في المخا لعائلات الشهداء والنازحين، وهي في اللمسات الأخيرة لإسكانهم في المدينة.

قافلة مأرب، بمعنويتها الكبيرة كانت أول منعطف تصالحي في الرقعة الجمهورية وامتصاص الصدمات المرتدة من الخلافات المرحلة منذ سنوات كثيرات، ومثلت وحدة صف من ساحل اليمن الغربي إلى عرش سبأ.

المنعطف الكبير تمثل في المكتب السياسي الذي يعتبر هو نقطة التحول الحقيقية والتزامن الملحمي بين السياسة والبندقية وتصدير رؤية المقاومة الوطنية إلى خارج البلاد وإلى العالم الأول واللقاءات بالسفراء وكل ممثلي الدول الكبرى وإيجاد خطاب جمهوري تصالحي من المخا بين الأطراف الجمهورية على مبدأ السلام العادل أو الخلاص الكبير من الحوثي.

تجاوزت المقاومة الوطنية، بحنكة العميد طارق، نذر حرب بين رفاق النضال الجمهوري، واستطاع القائد ورئيس المكتب السياسي تذويب كل الخلافات بين الساحل الغربي وتعز لنرى محافظ تعز وكامل القيادات التعزية في زيارة للمخا بعد سنوات من التخندقات وبكلمة تاريخية أسس مداميك الصلح.

مؤخراً، يلتقي بالتجار وكل رؤوس الأموال في المخا من أجل تدشين مرحلة جديدة من تحويل المخا إلى بقعة ضوء في ظلام معتم، وتمت تجهيزات لتدشين كهرباء وتحلية مياه، وسوف تدخلان إلى الخدمة قريباً كأول لبنات التنمية في المخا بشروط الاستثمار الكبيرة ودعوته للرأسمال الوطني إلى الاستثمار بالمخا.

اليوم وبزيارة نائب وزير التعليم العالي إلى المخا والتقائه بمدير مديرية المخا وتجاوب الوزير لحاجة المخا إلى كلية مجتمع تتبلور صورة جميلة في الساحل الغربي تشير للمستقبل القادم اقتصادياً وتعليمياً، كما هي سياسياً وعسكرياً وتنموياً.

تحرير، تنمية مجتمع الساحل والوقوف بجانبه بمدة ثلاث سنوات كانت هي الحكاية الأجمل والأصدق والأصح والأنصع في مسيرة الاسترداد الجمهوري لليمن الجمهوري المحتل من مليشيا ايران، اعادته.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى