ماذا فعل الحوثيون في اليمنيين طيلة ستة أعوام؟ (تقرير)
منصة 26 سبتمبر – صنعاء – خاص:
ترتكب مليشيا الإرهاب الحوثية أبشع الانتهاكات بحق اليمنيين، ويعيثون في الأرض اليمنية فساداً وإرهاباً ممنهجاً، ففجروا البيوت والمساجد، وقتلوا المواطنين المناوئين لهم بدم بارد، واعتقلوا الآلاف، فضلاً عن تهجير الملايين من ديارهم.
ووصلت مليشيا التمرد الحوثي إلى مدينة عدن، بمنطق الغلبة وقهر الشعب؛ حتى نفذ التحالف العربي أول ضربة عسكرية استهدف المليشيات التي نهبت مقدرات الدولة اليمنية، وركنت لإيران الدولة الداعمة لها، حينها تراجع المد الفارسي الذي كان يلتهم المناطق اليمنية، مدينة تلو أخرى؛ وأدى ذلك لإنحسار سيطرة المليشيا الحوثية في مناطق محدودة، ما يزال قادة المليشيا يتلذذون في إذلال ساكنيها بأبشع وأقذر الوسائل الهمجية.
“منصة26سبتمبر” من خلال هذا التقرير، ستسرد أبرز انتهاكات مليشيا التمرد الحوثي مدة ستة أعوام مضت، وذلك تزامن مع مضي ذكرى أول ضربة عسكرية استهدفتهم.
قتل واعتقال وتشريد وتجويع:
من خلال أحاديث مواطنين قاطنين في مناطق سيطرة الحوثيين، ورصد لـ”منصة26سبتمبر”، فإن أبرز الانتهاكات المرتكبة من قبل المليشيا الحوثية تمثلت في إمعان الحوثيين على قتل آلاف اليمنيين الجمهوريين خلال المواجهات العسكرية، وتشير الإحصاءات الأولية للأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من (330) ألف قتيل على الأقل كان الحوثي سبباً مباشراً في قتلهم.
إضافة إلى إمتناع مليشيا التمرد الحوثية عن صرف مرتبات موظفي الدولة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وابتزاز رجال المال والأعمال وملاك المؤسسات التجارية والخاصة؛ بمضاعفة فرض الضرائب والجمارك وتحصيلات الواجبات الزكوية وغيرها من الجبايات، وقابل كل ذلك، تنصل تام من المليشيا عن الالتزام بتوفير الخدمات التي من المفترض أن يحظى بها المواطنين كالكهرباء المنقطعة عن منازل منذ العام 2014.
كما تسببت وسائل التضييق على المستثمرين ورؤوس الأموال الوطنية في تضخم مرعب في معدلات البطالة بأوساط اليمنيين، والذي تزامن مع تجريم الحوثيين لتداول العملات النقدية اليمنية الصادرة عن الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.
وتقول دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: “إن الصراع الذي طال أمده سيجعل اليمن أفقر بلد في العالم، ومن المتوقع أن اليمن ستصبح أفقر بلد في العالم إذا استمر النزاع حتى عام 2022″.
وبينت الدراسة أنه منذ انقلاب الحوثيين على الدولة اليمنية ونظامها الجمهوري في ديسمبر 2014، والمسببة للحرب القائمة منذ ذلك الحين، أتسعت رقعة الفقر في اليمن من (47%) من السكان إلى (75%)، ومع استمرار الاقتتال في اليمني حتى عام 2022، فستُصنف اليمن كأفقر دول العالم؛ حيث يعيش (79%) من السكان تحت خط الفقر، ويُصنف (65%) منهم على أنهم فقراء جداً، حسب التقرير المعنون بـ”تقييم تأثير الحرب في اليمن على تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)”.
وتعتمد مليشيا الانقلاب الحوثية كلياً على المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في اليمن كبرنامج الغذاء العالمي واليونيسيف والصحة العالمية في توفير مياه الشرب، وتشغيل المستشفيات والمرافق الصحية، إضافة إلى اعتمادها على تلك المنظمات في دفع مبالغ مالية للموظفين العاملين في المشافي الحكومية خلال الثلاثة أعوام الماضية، وكذلك هو الحال مع مادتي البنزين والديزل، الأمر الذي جعلها تعتمد السوق السوداء كسوق بديلة عن محطات بيع البترول التابعة لشركة النفط اليمنية المحتلة من قبل المليشيا، وهو ذات الحال في مادة الغاز المنزلي.
وكان تقرير سابق لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” أوضح، أن “فريق خبراء تابعاً للأمم المتحدة أفاد أن الحوثيين جنوا ما يصل إلى (1.14) مليار دولار – ما يعادل (400) مليار ريال يمني- من توزيع الوقود والنفط في السوق السوداء، وأكد التقرير أن مليشيا الحوثي الانقلابية تستخدم الوقود المستورد لأغراض عسكرية بحته، مما جعل من مشرفين المليشيا الانقلابية يعيشون ثراءً فاحشاً تجلى في ظهور الكثير من المباني والعمائر الجديدة التي تم ويتم تشييدها بصورة مستمرة في جميع المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وعلى وجه الخوص صنعاء وذمار وصعده وإب.
في الوقت ذاته عمل الحوثيون على تمزيق النسيج المجتمعي اليمني؛ حيث قسموا اليمنيون إلى ما يسمى بـ”القناديل” و”الزنابيل”، وهو الأمر الذي تحرص تلك المليشيا على تعزيزة في العديد من المناسبات الخاصة بها، أبرزها مواكب تشييع قتلى أبناء القبائل اليمنية الذين سقطوا في جبهاتهم.
وطالت تلك التدخلات شئون الأسر والعائلات اليمنية؛ فزادت معدلات الطلاق بين الأزواج، وتزايدت أعداد مرضى الحالات النفسية.
كما أجبرت مليشيا الانقلاب الحوثية اليمنيين في مناطق سيطرتها على حضور مناسباتهم الطائفية والمذهبية الدخيلة على المجتمع اليمني ومكوناته المذهبية والاجتماعية، طوال أيام السنة، في المقابل منعت تلك المليشيا المواطنين من إقامة الدورات التدريبية والتعليمية، وورش العمل، وتنظيم المحاضرات والندوات؛ دون إذن مسبق من قيادات ومشرفي تلك المليشيا الإجرامية.
سجل أسود:
سجلت مليشيا الحوثي الانقلابية في مجال حقوق الإنسان عدد غير مسبوق من الانتهاكات المفزعة، والتضييق على الحريات العامة والخاصة، فقامت المليشيا الاجرامية بقتل وتصفية شيوخ القبائل المعارضة لهم، بما فيهم الموالين لهم خلال العامين الماضيين، حيث أقدمت على تصفية (24) شيخاً قبلياً موالياً لهم، حسب ما كشفت عنه إحصائية رسمية صادرة عن صحيفة الثورة الحكومية.
وفي سياق ليس بعيد، تستميت مليشيا الاجرام الحوثية في تجنيد الأطفال؛ حيث جندت أكثر من (10) آلاف طفل منذ انقلابها على الدولة ونظامها الجمهوري أواخر 2014، طبقا لتقرير دولي حديث صادر عن “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” ومنظمة “سام اليمنية للحقوق والحريات”.
وكشف التقرير عن استخدام المليشيا نحو (52) معسكرا تدريبيا لآلاف الطلاب والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (10-18) عاما، والمتزامن مع حملات تجنيد مستمرة تستهدف المدارس في محافظات (صعدة، صنعاء، المحويت، الحديدة، حجة، وذمار).
حيث أقدمت مليشيا الانقلاب الحوثية على خصخصة المدارس الحكومية، وفرض دفع مبالغ مالية شهرية على أهالي الطلاب امن أجل تدريس أبنائهم، إضافة إلى قيامها بتغيير المناهج الدراسية وتغذيتها بالكثير من المفاهيم المغلوطة عن المجتمع والدين والتي من شأنها تسهل عملية انخراط أولئك الطلاب في معاركها العبثية والزج بهم في جحيمها، وكذلك هو الحال مع الجامعات التي جعلت منها تلك المليشيا أماكن مغلقة لتفخيخ عقول الطلاب بالشعارات الطائفية
كما لم يسلم غير اليمنيون من بطش وحقد وألة القتل الحوثية، ففي السابع من مارس المنصرم، أحرقت عناصر من مليشيا الاجرام الحوثية أكثر من (400) لاجئ إفريقي جلهم من الاثيوبيين، وذلك برمي قنابل حارقة عليهم داخل مركز احتجاز تابع للمليشيا لأسباب عنصرية، ولرفض الكثير منهم القتال في صفوف المليشيا.
وفي ذات السياق، عمدت مليشيا الانقلاب الحوثية إلى تدمير المؤسسات الإعلامية التي قد تشكل حجر عثرة أمام مشروعها الطائفي، فعلى سبيل المثال، لا الحصر، أغلقت تلك المليشيا الكثير من القنوات التلفزيونية ومحطات الراديو، والصحف الخاصة والأهلية، وما تزال تمنع صدور أي مطبوعة غير موالية لهم، وتمنع منح تراخيص مزاولة الصحافة لمراسلين ومندوبين مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية الغير موالية أو مناصرة لهم ولإيران، وطالت تلك الانتهاكات وسائل الإعلام الموالية والمناصرة لهم، حيث يتم التضييق عليها ومصادرة حقها في التغطيات الإعلامية، كما أفاد عدد من الصحفيين خلال حديثهم لـ”منصة26سبتمبر”.
صمود اليمنيين أمام الصلف الإيراني:
تُسمي مليشيا الإرهاب الحوثية يوم السادس والعشرين من مارس بـ”يوم الصمود الوطني”، وهو اليوم الذي نفذ فيه التحالف العربي أولى ضرباته العسكرية التي استهدفت المليشيا الموالية والمدعومة من إيران، ولم يتوانى الحوثيون في استغلال هذه الذكرى بشكل بشع هذا العام، ففي الثاني والعشرون من مارس المنصرم، دشنت المليشيا فعاليات إحياء الذكرى من خلال إقامة احتفالات خطابية وفنية عبر المؤسسات الحكومية والوزارات والمكاتب التنفيذية المحتلة منها، وعبر عقال حارات والشخصيات الاجتماعية في الأحياء والحواري الواقعة تحت سيطرتها.
يقول “سامي الجميلي” في حديث لـ”منصة26سبتمبر”: “بث الحوثيون عبر شاشات عملاقة نصبوها في الميادين العامة والشوارع مقاطع فيديو يزعمون فيها أن الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، كان يسلم مفاتيح مخازن الأسلحة والذخائر التابعة للجيش اليمني للسفراء الأمريكيين في اليمن”.
وأضاف الجميلي أن “المواطنين كانوا يعزفون عن حضور تلك الأمسيات -في تعبير منهم عن رفضهم للإتهامات الزائفة والتجني على القيادات الوطنية أمثال الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح- وهو الأمر الذي أثار غضب مشرفين وقيادات حوثية فشلوا في استقطاب اليمنيين واقناعهم بمشروعهم العنصري”.