تركوا الحوثيين شرقاً واتجهوا غرباً.. شمس الإخوان تقترب من الأفول

منصة 26 سبتمبر – تعز – وكالات

 

فجأة، اشتعلت المواجهات جنوب غرب تعز، من ثمَّ الاتجاه غرباً بعد أن شهدت حالة من الركود منذ أن تسلم الحوثيون من اللواء 17 التابع لمحور تعز مناطق الرحبة التابعة إدارياً لجبل حبشي، ومنطقة الكدحة التابعة لمديرية المعافر.

 

ومع الزخم الإعلامي المصاحب لما شهدته تلك المناطق في الأسبوع الثاني من مارس 2021م، وتمكنت قوات تابعة للمحور -خاضع لسلطة الإخوان المسلمين في تعز- من تحرير الرحبة والكدحة والتوغل في عزل الكويحة واليمن في مقبنة.. هذا التحول السريع، والذي يندرج ضمن الحرب الخاطفة ظاهره، بحسب إعلام الإخوان، تحرير المناطق من الحوثيين، ولكن ما خفي كان أعظم.

 

فالجبهة الشمالية القريبة من الستين، شمال تعز، يكفي التوغل منها والسيطرة على شارع الستين في أن تتحرر كل المناطق الجنوبية لمقبنة دونما خسائر ـ لكون شارع الستين هو خط الإمداد الاستراتيجي للحوثيين من الحوبان إلى البرح. والسؤال الذي يضع نفسه هنا: لماذا اتجه الإخوان غرباً؟!!

 

ميدانياً

 

يسعى الإخوان بألويتهم السيطرة على الجبال المتاخمة للمناطق الغربية المحاذية للوازعية، حيث تسيطر القوات المشتركة، الهدف القادم للإخوان، والذي يتضح من إعلامهم وناشطيهم وخطاباتهم.

 

فالسيطرة على جبال غباري والعرف تمكنهم من السيطرة النارية على مفرق المخا ومعسكر خالد بن الوليد أهم قاعدة عسكرية في تعز قريبة من الممر الدولي الاستراتيجي باب المندب.

 

شكل الدخول القوي للقوات المشتركة في مواجهات الحوثيين بتعز عاملاً محبطاً للإخوان لعدم قدرتهم على المواجهة المباشرة وخشية انكشاف ما تبقى من مخططاتهم.

 

لذا، ابتكر الإخوان طريقة جديدة للتواجد الميداني فأصدروا قراراُ بإنشاء منطقة أمنية في الكدحة، هذا يندرج ضمن خطة مستقبلية، لعل أبرزها التوسع الحزبي في هذه المنطقة التي تعد مغلقة على المؤتمر الشعبي العام وخصوصاً أنها أهم منطقة يستند إليها القيادي المؤتمري رئيس مجلس النواب سلطان البركاني في الانتخابات البرلمانية، وشكلت الكدحة عاملاً مهماً في فوز البركاني أمام كل المنافسين.

 

صناعة الخصم

 

لقد دأبت جماعة الإخوان عبر إعلامها توجيه مختلف التهم للقوات المتواجدة على الساحل الغربي، فتارة باسم التغيير الديموغرافي، وتارة عدم الولاء للشرعية، وأخرى عدم تحرير الحديدة (منع ذلك اتفاق ستوكهولم الموقع بين الشرعية والميليشيا).

 

ولأن من يمسك الجبل يسيطر على السهل، ولعدم قدرة جيش الإخوان على المواجهات الميدانية المباشرة، فقد عرفوا القدرات القتالية العالية لمن اعتبروهم خصومهم (القوات المشتركة).

 

لذا، بدأت الجماعة عملية خلق الألوية، وشكل اللواء الرابع جبلي النواة لذلك، والذي اتخذ من جبال مديريات المقاطرة وطور الباحة في لحج بالإضافة إلى التربة مسرحا لعملياته، لقربها من منطقة كهبوب القريبة من باب المندب والذي تتولى حمايته حاليا القوات المشتركة.

 

ولم يكتفوا بهذا، بل جعلوا من اللواء محورا عسكريا مستقلا بذاته، رغم عدم صدور قرار من القيادة العليا للقوات المسلحة بإنشائه، وبعد اغتيال العميد الحمادي قائد اللواء 35 مدرع استطاع الإخوان القضاء على أهم ألوية الجيش والتي يشكل مسرح عملياتها عامل تهديد في بقاء لواء الجبواني غير الشرعي.

 

تلاه جلب المسلحين التابعين لـ”حمود المخلافي” (قيادي إخواني يعمل مستثمرا في تركيا) والذين تم تدريبهم في معسكر يفرس بدعم قطري، وجرى نقلهم إلى التربة وتوزيعهم على التباب المطلة على الوازعية وموزع مناطق عمليات قوات العمالقة.

 

وبالعودة إلى مقبنة، فإن دخول الإخوان إليها سيمكنهم من الإمساك بأهم المواقع “جبل كهبوب” أحد اهم مخازن الأسلحة للإخوان منذ حرب الجبهة وصولا إلى حرب الانفصال ويشكل مستودعات سرية لهم.

 

والتلال التابعة للجهة الجنوبية يسعى الإخوان للدخول إليها وصولا للسيطرة عليها خصوصا تلك المشرفة على حيس وجبل راس ومنطقة سقم التي يتخذ منها الحوثيون منفذا للدخول إلى مقبنة.

 

وإذا ما تمكن الإخوان من الدخول إلى مقبنة، فإن ذلك يسهل لهم السيطرة على كافة السلاسل الجبلية الممتدة من مقبنة وصولا إلى البرح مرورا براسن في الوازعية وبني عمر في مديرية الشمايتين، وقلعة المقاطرة مما يجعل منطقة عمليات القوات المشتركة تحت السيطرة النارية للإخوان الذين ينتظرون دعما جويا وبحريا من تركيا للسيطرة على أهم منفذ استراتيجي في البحر الأحمر.

 

اقتصادياً

 

يسعى الإخوان من السيطرة على منطقة الكمب والطوير إلى تحقيق مآرب اقتصادية، فالأخيرة تحتضن منتجعا للمياه الكبريتية التي ستصبح متنفسا سياحيا سيجني الإخوان منه أموالا كثيرة دونما رقابة.

 

كما أن سيطرتهم على الكمب والاصمة الإدارية لمديرية مقبنة يمكنهم من القبض على مصنع اسمنت البرح أحد أهم مصانع الاسمنت في اليمن والجزيرة العربية، الذي تعرض للقصف الجوي مرارا ونهب الحوثيون أهم ما فيه من ماكينات..

 

وسيطرة الإخوان على هذا المصنع يدركون من خلالها أن إعادة تشغيله تحتاج إلى أموال كثيرة، لكن الأكثر فائدة لهم ان يبقى على ما هو عليه، لكون عودة المصنع للعمل يعني سحب البساط على مصنع الوحدة في أبين التابع للقيادي الإخواني حميد الأحمر. لذلك فإن السيطرة على المصنع والوقوف ضد إعادة تشغيله هدف استراتيجي للإخوان.

 

أيديولوجياً

 

المناطق التي تم تحريرها حالياً هي حواضن شعبية للمؤتمر الشعبي العام وجدت نفسها تحت سيطرة الحوثيين، والآن الإخوان الذين يسعون إلى نشر أفكارهم في هذه المناطق تارة بدعوى التحرير وتارة بأسلوب أخطر وهو التخوين والاتهام بالتحوت لمن يقف ضد توجهاتهم.

 

المناطق المذكورة تتميز بتضاريسها المتنوعة والمختلفة والمتدرجة بين الصعوبة والسهولة، وهي من الناحية الاستراتيجية مهم للتنظيمات الإرهابية التي تجد في هذه المناطق ملاذا آمنا للتخفي وممارسة أنشطتها الإجرامية. لذا رأينا القيادي الإخوان وعضو تنظيم القاعدة العميد عدنان رزيق هو من قاد الهجوم على الكدحة عبر اللواء الرئاسي الخامس الذي يقوده، حيث سعى للسيطرة على هذه المنطقة والقرى والتباب المطلة عليها، خصوصا أنها محاذية لجبل الروي التابع لمديرية المعافر والذي أضحى تحت سيطرة اللواء 35 مدرع (تعرض لعملية تغيير شملة لقياداته واستبدالها بعناصر إخوانية أو موالية لهم).

 

هدف الإخوان عبر رزيق في الاتجاه جنوباً اصطدم بالتواجد السريع والقوي للقوات المشتركة ممثلة بقوات العمالقة والتي سيطرت على منطقة الحناية التابعة لمديرية موزع، والتمركز فيها، والتوجه للسيطرة على جبال غباري والعرف وخاضت معارك شرسة أمام الحوثيين.

 

أخيراً وليس بآخر، يسابق الإخوان إلى الوصول إلى نهايتهم، بعد أن تركوا العدو الحقيقي لليمنيين وصنعوا لهم عدواً آخر، مما ينبئ بأن شمسهم بات يعتريها الأفول.. والقادم أفظع.

 

المصدر: نيوز يمن

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى