“مساوى” رفض الكتابة للمليشيا فعاقبته بالتعذيب والسجن ثلاث سنوات

منصة ٢٦ سبتمبر – الحديدة – خاص

مع اجتياح مليشيات الحوثي لمدينة الحديدة كان “علي مساوى” (30) عاما، قد أنهى تعليمه الجامعي في جامعة الحديدة وعاد الى بيته يائسا، وبعد أن عرف مشرف الجماعة الحوثية في مدينة بيت الفقيه شرق الحديدة أن علي خريج صحافة وعاطل عن العمل أرسل في طلبه وحاول استمالته بالعمل لصالح المليشيا الا أنه قابل هذا العرض بالرفض القاطع.

وبعد أيام قلائل، تحديدا، في الرابع من ديسمبر 2016 استدعاه ذات المشرف الحوثي وجدد عرضه عليه بالعمل ولكنه أصر على موقفه الرافض مفضلا البقاء مع البطالة والفقر على التماهي مع مشروع الحوثي وأهدافه الدخيلة على المجتمع، حينها استشاظ مشرف المليشيا غضبا وأمر بسجنه ومن هنا بدأت رحلة العذاب التي استمرت لثلاث سنوات متتالية.

ويشير علي مساوى في حديثه الى أن مسلحي الحوثي أخذوه بداية الى مضمار الفروسية والهجن بمنطقة الحسينية الذي أصبح سجنا، حيث مكث ستة أيام تحت التعذيب المرير.

ثم نقل بعد ذلك الى مدينة زبيد والى أحد مساجدها الذي حوله الحوثيون هو الآخر الى سجن سري، وتلقى هناك المزيد من التعذيب الجسدي والنفسي على أيدي محققي مليشيا الحوثي الإرهابية وكان شاهدا على الفضائع والجرائم التي يماسونها ضد المختطفين.

وبعد اكمال شهرين في سجن زبيد نقل مع عدد من السجناء الى القلعة التاريخية بمدينة الحديدة التي أصبحت سجنا يضج بالمئات من الأبرياء.

ولم يكن سجن القلعة أقل وحشية من سابقيه حيث يروي علي مساوى أنه مكث به خمسة أشهر يرزح في سلاسل وقيود غليظة حتى تفطرت ساقاه وتقيحت وكان كل سجين يقيم بزنزانة انفرادية ضيقة جدا ينام ويأكل ويصلي بها، وكان يضطر أحياناً لقضاء حاجته داخلها إذ لا يسمح لأحد بالذهاب الى الحمام إلا مرة كل 24 ساعة وأحيانا كل (48) ساعة.

ثم نقل إلى سجن حنيش الأكثر رعبا وظلما وظل به لثلاثة أشهر في عزلة تامة عن العالم ومعاملة سيئة، ومن حنيش إلى السجن المركزي بالعاصمة، إذ تمكن هناك بعد مرور عامين من الاخفاء القسري أن يشاهد عائلته لدقائق معدودة ومن وراء سياج حديدي.

وفي 26 نوفمبر 2019 تنفس علي مساوى صعداء الحرية إثر وجاح وساطة قبلية ومبادلته بأسير حوثي لدى المقاومة التهامية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى