بعد عامين على إندلاعها: إنتفاضة الثاني من ديسمبر.. بين حسابات الربح والخسارة !
صنعاء- منصة 26 سبتمبر- خاص:
كانت إنتفاضة الثاني من ديسمبر2017،بارقة أمل لليمنيين الذين رأو فيها فرصة قوية للتخلص من الانقلاب الحوثي السلالي،كما أنها حضيت بترحيب وتأييد عربي ففي ساعاتها الأولى أصدر التحالف العربي بيان قال فيه أن الانتفاضة هي “استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية التابعة لإيران”، في إشارة إلى جماعة الحوثي. وأكد التحالف، بأنه يثق في أن زعماء المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس السابق علي عبد الله صالح سيعودون “إلى المحيط العربي”.،وكادت الانتقاضة أن تنجح لولا تأمر القوى الداخلية والخارجية التي تكالبت عليها وعلى زعيمها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح،والذي قاتل هو ورفيقه الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام عارف عوض الزوكا حتى أستشهدا. وبعد مرور عامين على الانتفاضة الوطنية ضد الانقلاب الحوثي والمشروع الايراني في اليمن، ثمة من يرى المشهد اليوم بحسابات الربح والخسارة، فمالذي خسره الحوثيون ؟وربحه اليمنيون بقواه المقاومة للإمامة الجديدة والمشروع الإيراني في اليمن؟وكيف انعكست أحداث الانتفاضة على الوضع العام في اليمن ومحيطه الاقليمي؟وهل تستمر الانتفاضة بشكل جديد في قادم الأيام؟ في هذا التقرير تحاول “منصة 26 سبتمبر” الإجابة على تلك الإسئلة من خلال معطيات الواقع و مآلات المستقبل.
خسروا كل شىء :
عند اندلاع الشرارة الأولى لإنتفاضة الثاني من ديسمبر ضهر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي منكسراً وذليلاً في خطاب بثته قناة المسيرة التابعة للجماعة،قال فيه ”أناشد الزعيم علي عبد الله صالح أن يكون أعقل وأنضج… وألا يستجيب لهذه الدعوات التحريضية“. وأضاف أن ”جماعته مستعدة لقبول التحكيم بين الطرفين وأي نتيجة قد يخرج بها قائلا ”فليتحاكم معنا المؤتمر الشعبي إلى الحكماء والعقلاء وإن طلع الخطأ عندنا سنتحمل المسؤولية“.
وتوضح حسابات الخسارة ،كما يراها مراقبون بأن “الجماعة الحوثية من الناحية العسكرية خسرت بعد انتفاضة الثاني من ديسمبر العديد من المقاتلين الذين كانوا منظوين تحت قيادتها لأنهم رفضوا القتال تحت إمرة من قتلوا رموزاً وطنية كالزعيم علي عبدالله صالح،وبسبب ذلك ظلت جبهات القتال في عدة مناطق يسودها الجمود، بل أن بعضها تهاوى لصالح قوى المقاومة الوطنية،وخسر الحوثيون مناطق عديدة كانت مسيطرة عليها منها مناطق في الساحل الغربي، كما وضعت الانتفاضة نهاية لطموحات الحوثيين في السيطرة على نظام الحكم في اليمن،وحصرتهم في مناطق محددة، إضافة إلى ان انتفاضة الثاني من ديسمبر عملت على تقويض جماعة الحوثي شعبياً،وهو الأمر الذي انعكس على أداء اتباعها في العديد من المراكز الحيوية في المحافل الشعبية والمؤسسات الحكومية التي كانت تفرض سيطرتها عليها في العاصمة صنعاء.
الرابحون هم الأحرار :
أحيت انتفاضة الثاني من ديسمبر مبادىء وأهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر،كما وحدت الصف الجمهوري المناهض لفكرة الإمامة ومبداء الولاية ،وكسرت الانتفاضة الحواجز والقيود التي كان الحوثيون قد وضعوها في مختلف المؤسسات التعليمية ومنها الحق في التعبير عن رفض الممارسات الطائفية التي تنتهجها الجماعة الحوثية،وشجعت انتفاضة الثاني من ديسمبر البرلمانيين ورجال السياسة والناشطين في الحقوق والحريات والصحافة القاطنين في مناطق سيطرة الحوثيين على فضح الفساد المستشري في صفوف المشرفين والقيادات الحوثية .كما أفشلت الانتفاضة مخططات الجماعة الحوثية لبيع مقدسات وحضارة اليمن لإيران . ويرى مراقبون أن من أم مكتسبات ثورة الثاني من ديسمبرهو تأسيس قوات حراس الجمهورية وانطلاق عملياتها العسكرية في سبيل تحرير العاصمة صنعاء من الانقلاب الحوثي المدعوم من ايران.