تمكنت الليلة من مشاهدة حوار محمد عبد السلام مع قناة “روسيا اليوم”.. سأتجاوز ما قاله عن القتل “العفوي” لعلي عبد الله صالح من قبل جماعته.. وهو قول يبعث على الضحك.
وسأتجاوز حديثه عن الطائرات المسيرة وإشارته إليها بكونها “رخيصة” ولا تشكل أي إنجاز.. وهو قول صادق يبعث على الدهشة..
وسأتجاوز ثالثاً قوله إن حكومة “الشرعية” لا تدفع أية مرتبات في الجنوب.. وهو كذبٌ محض يبعث على الرثاء.
وسأتجاوز رابعاً تأكيداته التي كررها عن انسحابهم من طرف واحد من ميناء الحديدة.. ثم تأكيده بعد ذلك على أنهم مستعدون لتسليم إيرادات ميناء الحديدة إلى حساب بنكي في البنك المركزي (ولن أسأله: كيف تقول انكم انسحبتم من الميناء ثم تقول إنكم مستعدون لتسليم إيرادات الميناء في المستقبل؟!!)..
وسأتجاوز، قبل ذلك، حديثه بشأن لقائه مع المسؤولين الروس باعتباره يمثل “حكومة” صنعاء، وهو ما يتناقض مع طبيعة وفحوى الخبر الذي عممته السلطات الروسية على قنواتها ووكالاتها الأخبارية والذي أشار، في العنوان والمضمون، أن اللقاءات كانت بين نائب وزير الخارجية الروسية وبين “وفد من أنصار الله” ولمناقشة “الوضع الأمني”..
سأتجاوز أيضا حقيقة أن الروس أرادوا من وراء ذلك الخبر التلميح إلى أن أنصار الله مجرد “ورقة أمنية” في منظورهم، وأن لقاءهم الأخير بهم كان مجرد لقاء دولة عظمى مع أداة من أداواتها في المجانية في الشرق الأوسط..
وسأتجاوز خلال ذلك تباهيه بالعلاقات مع روسيا مع اعترافه أن موسكو سحبت كامل بعثتها الدبلوماسية إلى الرياض..! سأتجاوز كل ذلك.. ولكن إذا تجاوزته فما الذي سيبقى من اللقاء؟؟؟ لن يبقى إلا العجز والإفلاس وانعدام المنطق، على عكس الطريقة التي اكتسب بها عبد السلام سمعته منذ 2004.
لقد قتلتم المنطق قبل أن تقتلوا كل شيء آخر في اليمن.