مجموعة الأزمات الدولية: خسارة مأرب لصالح الحوثيين تنذر بالزوال السياسي للرئيس هادي
منصة ٢٦ سبتمبر – وكالات*
توقعت مجموعة الأزمات الدولية، أن تزداد الحرب المدمرة في اليمن سوءً، خصوصا مع محاصرة ميليشيا الحوثي محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز، بعد أن تقدمت إليها.
وقالت مجموعة الأزمات، في تقرير لها حول بؤر الصراع في العالم، الصادر أمس الأربعاء، إن معركة مدينة مأرب ستكون مميتة وستطيل أمد الحرب بدلاً من إنهائها.
وأوصت المجموعة، المبعوث الأممي، بمضاعفة جهوده لتجنب هجوم على مأرب. مع الضغط من أجل نهج لصنع السلام يتجاوز المحادثات بين حكومة هادي وداعميها السعوديين، وبين الحوثيين.
كما بيّنت، أن “حرب اليمن هي صراع متعدد الأطراف، وليست صراعا ثنائيا على السلطة، وأن أي أمل في التوصل إلى تسوية حقيقية يتطلب مقاعد أكثر على الطاولة”.
وإذ أشار التقرير المعنون بـ “10 صراعات تستحق المشاهدة في عام 2022“، إلى تلاشي حرب اليمن من عناوين الأخبار في عام 2021.
قال: “لكنها لا تزال مدمرة ويمكن أن تتأهب لتزداد سوءً”، وأضاف التقرير: “منذ فترة طويلة لم يتم التقليل من شأن الحوثيين كقوة عسكرية، ويبدو أنهم يديرون حملة رشيقة ومتطورة متعددة الجبهات. كما يقرنون الهجمات بالتواصل لتخفيف مقاومة زعماء القبائل المحليين”.
كما أوضح، أن “الحوثيين الآن يسيطرون على محافظة البيضاء المجاورة لمأرب. وقد شقوا طريقهم في شبوة، أقصى الشرق، وبالتالي قطعوا خطوط الإمداد عن مأرب. من محافظة مأرب نفسها، ولا تزال المدينة الرئيسية والمنشآت الهيدروكربونية (النفطية) القريبة في أيدي حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا”.
وتابع: “إذا سقطت هذه المواقع، فسيكون ذلك بمثابة تغيير جذري في الحرب، سيحقق الحوثيون انتصارا اقتصاديا وعسكريا. مع النفط والغاز في مأرب، سيتمكن الحوثيون من خفض أسعار الوقود والكهرباء في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وبالتالي تعزيز صورتهم كسلطة حاكمة تستحق الشرعية الدولية. من المرجح أن تنذر خسارة مأرب، آخر معقل لحكومة هادي في الشمال، بالزوال السياسي للرئيس هادي”.
كما تطرق التقرير، إلى أحاديث بعض اليمنيين، ممن قال إنهم متحالفين مع هادي اسميا بشأن استبداله بمجلس رئاسي.
بيد أنه لفت إلى إن “من شأن ذلك يقوض المكانة الدولية للحكومة، ومن المرجح أن يعزز مقاومة الحوثيين لمحادثات السلام”.
وشدد التقرير، على أن أي تسوية حقيقية للصراع المتعدد الأطراف في اليمن، يتطلب مقاعد أكثر على طاولة المفاوضات.
وأردف: “أي شخص يأمل في أن ينذر انتصار الحوثيين بنهاية الحرب، يعتمد على وهم. ففي جنوب اليمن، ستواصل الفصائل المناهضة للحوثيين خارج تحالف هادي القتال، كما من المرجح أن يواصل الحوثيون، الذين يرون الحرب على أنها تأليب قواتهم المحلية، ضد المملكة العربية السعودية المجاورة -التي تدعم هادي بالقوة الجوية- الهجمات العابرة للحدود“.
وقال: “يحتاج مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الذي تولى دوره على رأس جهود صنع السلام الدولية في سبتمبر الماضي، إلى القيام بأمرين في وقت واحد“.
وأضاف: “أولاً ، يجب أن يسعى (المبعوث الأممي) إلى تجنب معركة في مدينة مأرب، دون القبول بالضرورة، مقترحات الحوثيين والضغط من أجل عرض حكومي مضاد يعكس حقيقة توازن القوى اليوم، كما تحتاج الأمم المتحدة أيضا إلى نهج جديد لصنع السلام يتجاوز المحادثات بين الطرفين- الحوثيين من جهة وحكومة هادي وداعميها السعوديين من جهة أخرى؛ فحرب اليمن هي صراع متعدد الأطراف، وليست صراعا ثنائيا على السلطة، وأي أمل في التوصل إلى تسوية حقيقية يتطلب مقاعد أكثر على الطاولة”.
وسبق أن حذرت مجموعة الأزمات الدولية، مطلع الشهر الجاري، في تقريرها الشهري، حول تتبع الصراع، من تمكن الحوثيين من مهاجمة مدينة مأرب أو فرض حصار عليها.
كما أشارت إلى سيطرة الميليشيا الحوثية على المناطق المحيطة بمدينة مأرب، إضافة إلى انسحاب القوات المشتركة من الساحل الغربي.
وقالت: “إن سيطرة الحوثيين في الثاني من نوفمبر، على مديريتي الجوبة وجبل مراد. وإعلانهم نهاية نوفمبر، حصار مدينة مأرب من الجنوب الشرقي، ومن الجوبة في الجنوب، ومن صرواح في الغرب، ومدغل في الشمال الغربي، وابتعادهم عن المدينة (20) كيلومترا. يرفع من احتمالية شن هجوم وشيك أو حصار على مأرب“.
* ترجمة خاصة لموقع صحيفة الشارع.