اليمن تنعي رحيل المناضلة والكاتبة اليمنية فاطمة العشبي
منصة ٢٦ سبتمبر – متابعات
توفيت الكاتبة والباحثة والشاعرة اليمنية فاطمة علي العشبي مساء أمس الأحد 24 أكتوبر 2021 عن عمر ناهز (62) عامًا، بعد معركة طويلة خاضتها ببطوله مع مرض السرطان.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعية بألاف المنشورات والتغريدات التي تنعي فقيدة اليمن لفقيدة اليمن، التي مثل رحبلها غصة كبيرة في قلوب اليمانيون بمختلف مشاربهم وانتمائتهم السياسية والمناطقية التي اجتمعت على حب الراحلة.
فاطمة العشبي من مواليد 1959، عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، من جيل أدباء الثمانينات والتسعينيات، كانت تعاني من ورم في رأسها استمر معها منذ اكتشافه قبل ثلاثة عقود.
عملت في مركز الدراسات والبحوث اليمني كتبت عشرات القصائد الشعبية والفصحى ولديها العديد من الأعمال منها: “وهج الفجر”، “إنها فاطمة”، “الوطن في حقيبة الدبلومــاسية”، “واشوقاه إلى البداية”.
الروائي اليمني علي المقري أحد أصدقاء وزملاء الراحلة كتب على صفحته في فيس بوك، جاء فيه: “لسنوات طويلة، بقيتُ أحفز الشاعرة فاطمة العشبي على كتابة سيرتها التي كانت تحكي لنا بعض جوانبها المدهشة، بل وقدّمتُ ورقة منها في مؤتمر لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين”.
وأضاف “كانت تشترط أن أقوم أنا بإعداد وصياغة السيرة وهو ما لم أستطع القيام به لمشاغلي الخاصة، لكنني في الأخير، وبعد تواصل دائم معها ومع الصديقة المشتركة أفراح سهيل، قرّرنا نحن الثلاثة أن ننجز المادة الأولى للسيرة عبر تسجيلات صوتية تتحدث فيها فاطمة عن مراحل حياتها من خلال مقترحات أعددتها لها”.
وختم منشوره “كنتُ أفكّر بأنني، بعد إنجاز التسجيلات، سأستعين بأحد الأصدقاء لعمل الصياغة النهائية إذا لم أتمكن من القيام بذلك؛ لكن المرض بقي يواصل توغله في جسدها، ولم تستطع أن تنجز ما كانت تتمناه”. لتنم روحك بسلام صديقتنا المشاكسة والمتمرّدة التي بقيت قريبة إلينا بالرغم من تعدد الطرق واختلاف الأيّام”.
تقول في إحدى قصائدها المعنونة ب”إنها فاطمة”:
للطيور الفضاءُ
وللقلب أجنحةٌ حالمه
كلما حلَّقتُ خارج اليأسِ
والانقطاعْ
يصبح الكونُ أنشودةً
والمدى
فاطمه..
كلُّ هذا البريقِ
لها
الهتافُ لها..
إنها في سماء البشارةِ
معجزةٌ قادمه
آهِ يا فاطمه
أنتِ يا أرضَنا
أمُّنا أنتِ
يا عروةَ البدءِ والخاتمه
يا التي تحبسين البراكينَ
والانفجارْ
يا التي ترتدين التوهّجَ..
والاخضرارْ
يا التي تُشرقين إذا غابتِ
الشمسُ يوماً
وتفتتحين النهارْ
إن لليل فكّاً رهيباً
يُمزّق أحلامَنا الناعمه
لا تنامي
إذا ما دغدغ النومُ أعصابَنا
اِسهري ملءَ أجفاننا
اكتبي فوق جدرانِ
آلامنا..
ارسمي فوق أبوابِ حكّامنا
صوتَ أقدامنا
انثري فوق مشروعِ إعدامنا
رملَ إعصارِنا
انشدي نزفَ أشعارنا
ملءَ أصواتنا
كلُّنا فاطمه
ثورةٌ عارمه
من جذوع الشجرْ
من دماء الحجرْ
من رماد السنينْ
من الماء والطينْ
من عرق الكادحينْ
من الجوّ والبرّ والبحرِ
يأتي الخبرْ
إنها فاطمه.