بوارق الأمل تومض من موسكو
منصة ٢٦ سبتمبر – عوض بن طالب*
تعثر الجبهات في وجه الحوثي لسنوات أفقدت الشعب الأمل في التخلص من هذه العصابة وصورتهم قوة عسكرية لا تهزم.
لكن هذه الانهزامية سقطت مع أولى عمليات للمقاومة الوطنية في أبريل من العام 2018.
فلم تمض سوى أشهر حتى تقهقر الحوثيون ذليلين على يد هذه القوة العسكرية الفتية إلى داخل مدينة الحديدة لينقذهم إخوان الشرعية سياسيا في استوكهولم من السقوط العسكري تحت أقدام الجمهوريين.
تكشفت الأوراق وظهرت الحقائق بالفساد المخزي في الملف العسكري والتلاعب في معركة التحرير المصيرية ضد إيران وأدواتها، الأمر الذي أجبرها على حرف المسار واللعب بالملف السياسي لتكون البداية بتوقيع اتفاق هزيل ينقذ الحوثي من قبضة القوات المشتركة وتحرير مدينة الحديدة وقطع يد إيران في سواحل البحر الأحمر وحصر الحوثيين في زاوية ضيقة تجبره على تسليم صنعاء دون قتال، ولكن المصالح الضيقة تغلبت على المصلحة الوطنية للبلاد وسجلت بداية مجددة لمعاناة اليمنيين واستمرار الحرب.
لم يلتزم الحوثيون ببنود الاتفاق منذ إبرامه، فيما تكابر شرعية الإخوان على الالتزام بالاتفاق غير مكترثة للعواقب الوخيمة التي زادت من معاناة أبناء شعبنا اليمني، وتركت المجال للمليشيا لتقديم نفسها أمام العالم كسلطة أمر واقع لا جماعة متمردة عن الدولة ومغتصبة للعاصمة بقوة السلاح.
فقد اليمنيون الأمل مجددا بالخلاص من هذه الجماعة التي بدأت المتاجرة بمعاناة المواطنين أمام المجتمع الدولي، محاولة الظهور كممثل للشعب أمام حكومة هزيلة فشلت في اجتثاثه ويتوجب عليها تقديم التنازلات والتفاوض من أجل إنهاء الحرب التي بدت مستحيلة الفوز أمام العالم.
وفي الوقت العصيب واليأس المتراكم على كاهل اليمنيين في الخلاص من تزايد الإرهاب الحوثي في وجه الشرعية الهزيلة تعلن المقاومة الوطنية عن بداية مرحلة من النضال السياسي الجمهوري في وجه الكهنوت، تمثلت في تشكيل المكتب السياسي الذي أعلن عنه العميد طارق صالح من مدينة المخا بالساحل الغربي ليلبي تطلعات اليمنيين الأحرار ويعيد لهم الأمل في استعادة دولتهم من المليشيا حربا أو سلما بما يضمن لهم حقوقهم وحريتهم كاملة دون نقصان أو تنازل على حساب القضية الوطنية والجمهورية والكرامة.
فيما تمثل زيارة وفد المكتب السياسي للمقاومة الوطنية برئاسة العميد طارق إلى روسيا الاتحادية، بداية حقيقية لحراك سياسي وشعبي يعيد لليمنيين الأمل باستعادة حقوقهم ودولتهم من عبث الفاسدين وتسلط مرتزقة إيران على رقاب المساكين باسم الله.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك