ملابس وجعالة العيد في «صنعاء».. لمن استطاع إليه سبيلا


منصة 26 سبتمبر- صنعاء- خاص:

يُسمي أهالي صنعاء عيد الفطر أو العيد الصغير بـعيد الجعالة،ويسمون عيد الأضحى بعيد اللحمة، لكن هذا العام لم يعُد بمقدور اليمنيين شراء الجعالة ولا الملابس ولا حتى اللحمة، بسبب تداعيات الحرب التي تدخل عامها السادس، وبالأخص في المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي، فالأسعار الباهظة في كل المستلزمات والمتطلبات العيدية، أصبحت عبء كبير يثقل كاهل العائلات اليمنية التي وجدت نفسها بين كماشتي غلاء الأسعار، وانقطاع مسببات الرزق.

“منصة 26 سبتمبر” ترصد استعدادات العائلات في صنعاء لاستقبال العيد، ومدى إقبال الناس على شراء احتياجاتهم العيدية من الأسواق؟ و مالذي يقوله التجار، وهل أفسدت المليشيات الحوثي و تفشي فيروس كورونا الحركة التجارية في صنعاء؟

أسعار جنونية:

تفتقر الأسواق التجارية وبالأخص الخاصة بالملابس وحلويات العيد، وجود بضائع جديدة مستوردة من خارج اليمن، كما تفتقد معظمها للجودة، وارتفعت أسعار الملابس لمستويات قياسية خلال الأشهر الأولى من العام الجاري.

«لم أستطع شراء فستان لبناتي الثلاثة، إذ أن سعر الفستان لطفلتي البالغة من العمر خمسة أعوام، يصل إلى عشرة ألف ريال، أما بناتي اللواتي يكبُرن طفلتي يصل سعر بيع الفستان الواحد لـعشرون ألف ريال، وهذا مالم يحصل في أي وقت مضى»، تقول الخمسينية بدور الوليدي، وتضيف في حديثها لـ”منصة26سبتمبر” «لقد نجحت سياسة الحوثيين في تجويع الشعب ولا ينبغي السكون عن هذه السياسة الرعناء فلا يوجد التزام بحقوقنا من مرتبات ورقابة على الأسعار، ولا هم الذين قدموا للشعب المساعدات أو سمحوا بدخولها».

فئة الشباب ليست ببعيدة عن الارتفاع الجنوني الذي طال ملابسها، ويشير العشريني بندر الرقي متحدثاُ لـ”منصة26سبتمبر”، إلى إذ سعر بنطلون الجينز أصبح يباع في الأسواق بـ(18) ألف ريال يمني،كما يباع الثوب بـ13ألف ريال والشال بـ(10) ألف ريال، وتُباع البدلات ذات الصناعة المحلية بـ(30) ألف ريال، وهو الأمر الذي يُمثل عائقاً أمام الشباب لشراء مستلزماتهم العيدية.

جعالة العيد هي الأخرى لم تُعد بمتناول المواطنين إذ أن سعر كيلو الزبيب أصبح يباع بـ(6) ألف ريال، واللوز الخارجي بـ(6) ألف ريال، وكيلو الحب العزيز بـ(4500) ريال،والقرع (4500) ريال، بحسب المواطن سمير الغيثي،والذي يؤكد بأنه غير قادر على شراء تلك المتطلبات مثلما كان في السابق، بسبب غلاء أسعارها، ولأنه لم يستلم سوى نصف راتب.

إقبال ضعيف:

في شوارع هائل والتحرير وسط العاصمة صنعاء وغيرها من الأسواق يكتظ العشرات من الباعة المتجولين وأصحاب البسطات، وهم العدد الذي يفوق أعداد المشترين نساءً ورجالاً، يقول “بارع العتمي”، مالك إحدى البسطات في سوق الزهراوي بصافية صنعاء لـ”منصة 26سبتمبر”، «نعاني من كساد لا مثيل له هذا العام، في مثل أيام العشر الأواخر من رمضان كنا نبيع بمئات الألاف وكان التنافس على أشده، اليوم لأ أحد يشتري، فقط هن النساء اللواتي يأتين ويتفرجن على بضائعنا، يتفرج فقط».

وفي سوق الجعالة في باب اليمن، يشكو عبدالأله الورد، من ضعف اقبال الناس على شراء جعالة العيد، ويؤكد في حديثه لـ”منصة26سبتمبر” أن سبب ذلك الضعف يرجع، لعدم توفر القدرة الشرائية للمواطنين فالكثير منهم وبالأخص من يقطنون بالقرب من المحل الذي يبتاع منه يأتو إليه طالبين شراء الجعالة بالدين، ويقول الورد «لا أستطيع أن أُقرض الناس، لأنني أصلاً اقترضت مبلغاً من المال لشراء بضاعتي، ولم يعد لدي هم التربح، بقدر همي أن أُرجع الدين الذي عليا».

ابتزاز ونهب:

لم يسلم مالكي المحلات التجارية والبسطات من ابتزاز ونهب المليشيات الحوثية، فبحسب نعمان (إسم مستعار)، العامل في إحدى المحلات التجارية، يأتي الحوثيون كل يوم لجباية أموال تحت مسمى دعم المرابطين تارة، وأحياناً تحت مسمى دعم المجاهدين في الجبهات، وتارة تحت مسمى دعم أسر الجرحى والشهداء، وفي الآونة الأخيرة تحت مسمى دعم فلسطين.

هذا من غير الجبايات التي تؤخذ من رجال الأعمال وأصحاب المراكز والمحلات التجارية تحت مسميات الضرائب والأوقاف و دعم هيئة الزكاة الحوثية والنظافة وصحة البيئة.

قبل أيام أقدمت عناصر حوثية بمعية جرافات تابعة لهم بهدم مول العرب التجاري، أحد أكبر المولات التجارية في العاصمة صنعاء، والذي يتبع التاجر المطحني في منطقة الخمسين بصنعاء، الأمر الذي أثار غضب تجار ومواطنين عبروا عن غضبهم من هذا الانتهاك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ذات الأمر الذي دفع مشرفين في المليشيا الحوثية إلى التبرير بأن هدم مول العرب وقع على خلفية الخلافات على أرضية البناء، إلا أن معلومات أخرى أكدت أن قيادات ومشرفين في المليشيا فشلوا في ابتزاز مالك المول التاجر المطحني واختلاس جبايات منه منذ بداية شهر رمضان المبارك، فلجأت لهدم المول.

وقبل أيام من عيد الفطر المبارك من العام الفائت أغلقت المليشيات عدداً من المراكز التجارية في صنعاء، بحُجة عدم دفعها الضرائب كمركز سيتي مول، ومراكز أخرى، كما أستغلت المليشيات الموالية لإيران جائحة فيروس كورونا أبشع استغلال، حيث لم تكن تسمع للمحلات التجارية فتح أبوابها أمام زبائتها إلا بعد دفع مبالغ مالية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى