قرارات واشنطن بشأن اليمن.. ما هي خيارات السعودية؟

منصة 26 سبتمبر – وكالات

 

بعدما أعلنت الولايات المتحدة وقف دعمها للحرب في اليمن، يرى محللون أن الوضع على الأرض لا يزال معقدا وأن الإجراءات الأميركية من شأنها ضخ زخم دبلوماسي في الأزمة اليمنية بهدف إنهاء الحرب.

 

شنت مليشيا الحوثي الأربعاء هجوما على مطار أبها السعودي، مشيرين إلى أنهم استهدفوا “مرابض طائرات حربية”، بينما أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، أن طائرة مدنية اشتعلت في مطار أبها السعودي جنوب البلاد على إثر الهجوم الحوثي.

ويأتي الهجوم إثر إعلان الرئيس الأميركي “جو بايدن”، إنهاء الدعم الأميركي للتحالف العسكري الذي تقوده الرياض في حرب اليمن، فيما ألغت إدارة بايدن قرار إدراج الحوثيين في قائمة المنظمات الإرهابية الذي كانت إدارة سلفه دونالد ترامب قد اتخذته.

 

لكن في نفس الوقت، شدد بايدن على دعم بلاده للسعودية ضد هجمات الحوثيين، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية “نيد برايس” الأربعاء، إنّ “وزارة الخارجية الأميركية لا تنوي التراجع عن قرارها رغم الهجمات الجديدة، ذلك لأن القرار لا علاقة له إطلاقاً بسلوك الحوثيين”.

 

الأحداث الأخيرة، طرحت أسئلة بخصوص خطوة السعودية المقبلة، من حيث تداعيات قبول الرياض للدعوة الأميركية لوقف الحرب في اليمن وعودة المفاوضات على شراء الأسلحة الأميركية.

 

مبارك آل عاتي

يرى الكاتب والمحلل السياسي السعودي “مبارك آل عاتي”، أن “الحرب في اليمن مستمرة، لحين تحقيق الاستقرار والسلام، وأن القرار الأميركي بوقف الدعم لن يغير شيئا”.

 

وقال آل عاتي، في حديثه مع موقع “الحرة”، “من يتابع مسببات الأزمة يدرك أنها لا تزال قائمة، وسبب الأزمة هو التمرد الحوثي على الدولة اليمنية بقيادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ولا تزال الأوضاع قائمة، لذلك الحرب قائمة”.

 

وتابع المحلل السعودي “الخطوة الأميركية غير مبررة وبعثت برسائل خاطئة، ما أوحى بوجود تراخي أميركي تجاه ملف الحوثيين وإيران ولذلك تستطيع السعودية تغطية احتياجاتها التسليحية من عدة مصادر رغم العلاقات الاستراتيجية مع أميركا”.

 

وكان الرئيس الأميركي السابق “دونالد ترامب” قد رد على مطالبات إيقاف تسليح السعودية في عام 2018، بعد مقتل الصحافي السعودي “جمال خاشقجي” في سفارة بلاده في مدينة إسطنبول التركية، أن السعودية ستوجه إنفاقها إلى خصوم الولايات المتحدة، في إشارة إلى روسيا والصين.

 

الوضع معقد للغاية

 

باحثة متخصصة في شؤون الخليج بمركز الدفاع عن الديمقراطيات "FDD" بواشنطن
فارشا كودوفايور

من جانبها، ترى الباحثة المتخصصة في شؤون الخليج بمركز الدفاع عن الديمقراطيات “FDD” بواشنطن “فارشا كودوفايور”، أن “الوضع معقد للغاية على أرض الواقع في اليمن، ما يعني استمرار الوضع لبعض الوقت قبل الوصول لاتفاق نهائي”.

 

وقالت كودوفايور لموقع “الحرة”، “يتزامن الضغط الأميركي لإنهاء الحرب مع إرهاق السعودية من الحرب … كان السعوديون يسعون إلى وقف التصعيد والاستراحة لبعض الوقت، لذلك خطوة الرئيس بايدن لا تتعارض مع ما تريده السعودية نفسها”.

 

وتابعت كودوفايور، “مع ذلك، لا يزال الوضع على الأرض معقدا للغاية، ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة في أفضل الأحوال لإنهاء الحرب، هو الضغط لإعادة بدء المحادثات الدبلوماسية”.

 

ووصفت الباحث أن المفاوضات ستكون “عملية طويلة من عقد محادثات جديدة وصول لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة حقيقية ترمي لإنهاء الحرب، ومن هناك ربما تنطلق عملية أطول لصياغة تسوية سياسية يقبلها جميع الأطراف”.

 

وقالت كودوفايور: “إن ما تفعله الولايات المتحدة هو ضخ زخم جديد في المسار الدبلوماسي”.

 

وعن احتمالية توجه السعودية إلى روسيا والصين، تعلق كودوفايور “ليس ضروريا أن يحدث ذلك في ملف اليمن، رغم أن السعوديين قد أعربوا من قبل- ومعهم حلفاء من الخليج- بالفعل عن ميلهم لتنويع مصادر الأسلحة، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الولايات المتحدة لا تبيعهم بالفعل ما يريدون”.

 

والسبب الثاني في رأي كودوفايور هو “أن دول الخليج تخشى إلى حد ما، من تراجع أميركي نهائي وطويل الأمد في المنطقة، ولذلك تستخدم مبيعات الأسلحة كوسيلة، لتعزيز العلاقات مع الصين وروسيا، كتحوط من هذا الانكماش الأميركي النهائي”.

 

واختتمت كودوفايور حديثها مع موقع “الحرة” قائلة “إذا دفع هذا الضغط الأميركي السعوديين إلى زيادة مشترياتهم من الأسلحة من خارج الولايات المتحدة، فسيكون ذلك في حيز العلاقات المتبادلة وليس بسببية مباشرة ملف اليمن من وجهة نظري”.

 

هذا وتوقع مراقبون تزايد الهجمات الحوثية على مواقع عسكرية ومدنية سعودية في الأيام القادمة، في إطار التصعيد الحوثي واستحداثه لعدد من الجبهات العسكرية داخل اليمن وخارجها.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى