الأطفال وقود معارك الحوثي.. تقرير حقوقي يكشف عن تجنيد المليشيا لأكثر من 10 آلاف طفل

منصة ٢٦ سبتمبر – خاص

في اليوم العالمي لمناهضة تجنيد الأطفال، والذي يوافق 12 فبراير من كل عام، تقف حياة آلاف الأطفال اليمنيين على المحك وهم أسرى معسكرات الموت الحوثية التي أجبروا على دخولها بعد انتزاعهم بالقوة والإكراه من بين أسرهم ومن مدارسهم.

تجنيد مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا للطفولة لم يعد أمرا مخفيا فقد سلطت عشرات التقارير لمنظمات دولية ومحلية الضوء على هذه الجريمة البشعة والكارثة الإنسانية التي تهدد الحاضر والمستقبل، آخر هذه التقارير صدر اليوم عن منظمتي سام للحقوق والحريات والمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في جنيف، والذي كشف عن تجنيد جماعة الحوثي لما يربو عن (10) آلاف طفل على نحو إجباري منذ انقلابها في 2014، وحذر التقرير من العواقب الوخيمة المترتبة على استمرار هذه الظاهرة التي تقابل بفشل أممي ذريع في التصدي لها وإيقافها.

وذكر التقرير أنّ جماعة الحوثي تستخدم أنماطًا معقّدة لتجنيد الأطفال قسريًا والزجّ بهم في الأعمال الحربية في مختلف المناطق التي تسيطر عليها في اليمن، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات منهم، إذ وثّق التقرير أسماء (111) طفلًا قُتلوا أثناء المعارك بين شهري يوليو/تموز وأغسطس 2020 فقط.

وأبرز التقرير الذي حمل عنوان “عسكرة الطفولة” استخدام جماعة الحوثي المدارس والمرافق التعليمية لاستقطاب الأطفال إلى التجنيد الإجباري، من خلال نظام تعليم يحرّض على العنف، بالإضافة إلى تلقين الطلاب العقيدة الأيديولوجية الخاصة بالجماعة من خلال محاضرات خاصة داخل المرافق التعليمية لتعبئتهم بالأفكار المتطرفة، وترغيبهم بالانضمام إلى القتال لدعم الأعمال العسكرية للجماعة.

مشيرا إلى أنّ جماعة الحوثي بدأت في السنوات الثلاث الماضية حملة مفتوحة وإجبارية لتجنيد الأطفال، وافتتحت (52) معسكرا تدريبا لآلاف المراهقين والأطفال، وانتشرت حملات التجنيد الإجباري في مناطق صعدة وصنعاء والمحويت والحديدة وتهامة وحجة وذمار، واستهدفت الأطفال من عمر (10) سنوات.

ووفقا لتوثيق المنظمتين، فإن جماعة الحوثي تلجأ إلى تهديد العائلات اليمنية في القرى والمناطق التي تسيطر عليها لاجبارهم على تجنيد أطفالهم من (10 – 17 عامًا)، بالإضافة إلى تجنيد الأطفال في مخيمات النازحين، ودور الأيتام. وفي بعض الحالات، جنّدت الجماعة أطفال من عائلات فقيرة مقابل مكافآت مالية (150$) شهريًا.

وتضمن التقرير شهادات جمعتها فرق البحث الميدانية التابعة للمنظمتين، لأطفال جنّدتهم جماعة الحوثي، إذ قال الطفل “ف.ع” (14) عامًا الذي جنّدته جماعة الحوثي في جبهة “نهم” شرقي العاصمة صنعاء: “أُوكلت إليّ مهام تعبئة الذخائر ونقلها مع المواد الغذائية إلى أماكن عالية متعرجة، كانت العملية شاقة ومُهلكة، خصوصًا في أوقات الاشتباكات حيث كنا نسلك طرقًا أخرى غير التي نسلكها في الأوقات العادية والهادئة، كنت أتعرّض للضرب والتوبيخ حين أتأخّر عن أداء المهمة. بكيت كثيرًا في تلك الليالي خوفًا على حياتي وعلى فقدان أمي وأبي وأخوتي”.

وتشير الإفادات، إلى أن مسلّحو جماعة الحوثي يفرضون عقوبات مختلفة على الأطفال المجندين في حال عدم تنفيذ الأوامر أو التقاعس عن أداء المهمات، وتشمل تلك العقوبات الحرمان من الأكل، والسجن، والاعتداء الجسدي، والاعتداء الجنسي، والتهديد بالقتل.

وقال المدير الإقليمي للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان “أنس جرجاوي”: “لا ينبغي على الأمم المتحدة التساهل مع تجنيد جماعة الحوثي للأطفال على نطاق واسع في اليمن. هذه الظاهرة الخطيرة يجب أن تتصدر سلم الأولويات في المناقشات الدورية بين وفود الجماعة وممثلي الأمم المتحدة في اليمن”.

وأضاف أنّ “المقلق ليس فقط الزج بالأطفال في العمليات العسكرية، بل تغذية عقولهم البسيطة بالأفكار المتطرفة، وتعبئتهم بخطاب الكراهية والعنف، وبالتالي خلق مشاريع تطرف مستقبلية قد لا يمكن السيطرة عليها بالنظر إلى العدد الضخم الذي تجنّده الجماعة أو تستهدف تجنيده في المستقبل”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى