الشرعية منشغلة بالمحاصصة وحروب الإخوان: منظمات دولية تحاول عرقلة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية
كتب/ أيهم سعيد:
تضغط منظمات دولية -بعضها على علاقة بالحوثيين، وأغلبها ضمن تمويلات قطرية مؤسسة في دول أوروبية- على الإدارة الأمريكية لتعطيل قرار أميركا المرتقب بتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية.
وتسارعت منذ تسريبات إعلامية أمريكية الأسبوع الماضي بخصوص هذا القرار وتيرة ردود الأفعال والضغوطات على النظام الأميركي لإيقافه، وعلى رأس ذلك منظمات دولية عاملة في اليمن والبرامج التابعة لمكتب الأمم المتحدة في اليمن وراءها المبعوث الأممي “مارتن غريفث”.
وتطرح هذه المنظمات والبرامج ذات المبرر الذي يذكر بإيقاف الحرب ضد الحوثيين وانقاذهم في الحديدة، وهذا المبرر هو “توقف المساعدات عن المواطنين”، على الرغم من تعطيل الحوثيين مراراً إيصال أية مساعدات للمستهدفين، واتلاف الكثير منها أو مصادرتها وبيعها لدعم المجهود الحربي للجماعه أو توزيعها لصالحها.
وعلى لسان هذه البرامج نشرت تصريحات إعلامية كثيرة منذ بدء الحرب تشكو من عدم إيصال الحوثيين للمساعدات أو مصادرتها وخطفها من أفواه الجائعين.
إلى جانب ذلك، فإن برامج الأمم المتحدة ذاتها أعلنت مؤخراً عن توقف نشاطها الاغاثي والإنساني بسبب شحة الدعم المقدم لها كان آخرها إعلان مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن توقيف دعمها للعاملين في المجال الصحي والذين يصل عددهم إلى نحو عشرة آلاف عامل وعاملة. ثم إعلان الأمم المتحدة الأخير عن قطع المساعدات عن 9 ملايين يمني وذلك بسبب “شحة وجود الدعم”.
وهو الأمر الذي أثار الاستغراب والذهول لدى الكثير من المراقبين والناشطين والمهتمين في الشأن اليمني إزاء لجوء كثير من المنظمات الدولية والبرامج الأممية للضغط على أمريكا لأجل ايقاف قرار الولايات المتحدة المرتقب في تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية.
وذكرت منظمة “هيومن رايتس وتش” أن هذا القرار من شأنه أن يهدد المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها ملايين اليمنيين”.
“هيومن رايتس ” ذاتها التي ذكرت في تقرير لها أصدرته في سبتمبر الماضي “أن الحوثيين فرضوا مجموعة من العقبات على عمليات الجماعات الإنسانية الدولية والمحلية بما فيها صعوبات لوجيستية ومنع مباشر لتسليم المساعدات”.
وبالتالي فإن محاولة الضغط من قبل المنظمة باتجاه منع قرار تصنيف الحوثيين كإرهابيين يجعل المنظمة تناقض نفسها، من حيث إنه وبحسب توثيق المنظمة تم منع وصول المساعدات إلى الفئات المحتاجة من قبل هذه الجماعة.
الناشطة اليمنية أفراح ناصر والعاملة مع منظمة “هيومن رايتس وتش” تقول إن هذا القرار في حال إذا ما تم “سيكون كهدية وداع لحلفاء الإدارة الأمريكية المنتهية الصلاحية ليزيد الطين بلة”.
المنظمات والشخصيات اليمنية وهي كلها مرتبطة بالمنظمات الدولية التي ترى أن تصنيف الحوثيين قد يمنع انشطتها في أراضي سيطرتهم، وبعضها على علاقة بالحوثيين وبعضها بتمويل قطري، بناء على اتفاق إيراني قطري مشترك.
وتمتلئ السجون الحوثية بالمختطفين، وتعج القبور بجثث القتلى سواء من الأطفال والشباب والشيوخ الذين تدفع بهم الجماعة إلى المحرقة أو من يقتلونهم من معارضيهم ومن يختلف معهم، ولا يعترف الحوثيون بأي نشاط سياسي وإنساني، وتشكو كل المنظمات من قيودهم وسيطرتهم.
لم يتوقف الدور على المنظمات الدولية المهادنة للحوثيين والتي تدرج الشرعية والحوثيين في خانة واحدة باسم “أطراف الصراع” فحسب، ولكن وصل الأمر إلى أعضاء في الكونجرس على علاقة بناشطين يمنيين سلاليين يؤججون فيهم كراهة التحالف باسم الانتهاكات وقصف دولة فقيرة، ويستغلون معارضة هؤلاء الأعضاء لنظام ترامب المتحالف مع السعودية، ويعتقد ولا يستبعد أن ثمة نظاما عربيا يقوم بالضغط بكل اتجاه لأجل إيقاف القرار نكاية بالتحالف العربي.
وقال أعضاء الكونجرس إن “التصنيف سيكون له أثر كارثي على قدرة المساعدات وتأمين الإغاثة لملايين اليمنيين”.
وعلى صعيد المنظمات هناك الكثير من الناشطين والمنظمات التابعة للجماعة التي تعمل على قدم وساق لتلميع صورة الجماعة، متحالفين مع منظمات أمريكية ودولية صوب إيقاف أي قرار محتمل لتصنيف الذراع الإيرانية في اليمن كجماعة إرهابية.
يتزامن ذلك مع تنظيم فعاليات كورش عمل وندوات وإقامة مسيرات أو اعتصمات أو إرسال رسائل من مواطنين امريكيين من أصل يمني أو مقيمين يمنيين متضامنين مع الجماعة بهذا الخصوص.
في ذات الوقت تسعي وزارة ما تسمي بحقوق الإنسان لدى المليشيا الحوثية لإصدار البيانات وتعميمها للمنظمات الحقوقية الدولية لنشر ما تسميه ب”جرائم العدوان” وتحاول كعادتها أن تصور نفسها للعالم بأنها “جماعة مظلومة وأن الشعب اليمني يتعرض لانتهاكات صارخة من قبل تحالف العدوان”.
ومقابل كل ذلك تغيب الشرعية كلياً عن المشهد بدلاً من استغلال ذلك لتوضيح الجرائم والانتهاكات الحوثية والضغط باتجاه اعتماد إصدار القرار من حيث أن هذا القرار يعد مصيرياً وتاريخياً باتجاه مصلحة الشعب اليمني شمالاً وجنوباً إن تم.
والأغرب من ذلك انشغال الشرعية الكبير فقط بشأن المحاصصة الحكومية وحروب الإخوان مع الانتقالي.
تتكتل المنظمات الدولية وبرامج المساعدات الإنسانية للضغط على الإدارة الأمريكية لوقف قرارها المرتقب بتصنيف المليشيا الحوثية كجماعة إرهابية، إنقاذ آخر للجماعة التي تقف وراءها دول عربية واقليمية لاستمرارها نحو مزيد من إراقة الدم اليمني وتدمير حاضره ومستقبله.
المصدر: نيوز يمن