حقائق وأرقام.. المفرج عنهم من معتقلات مليشيا الحوثي يعانون من أمراض نفسية وجسدية

منصة 26 سبتمبر – وكالات

 

كشفت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين عن وفاة قرابة (83) شخصاً وإصابة عشرات آخرين بأمراض نفسية وفقدان للعقل بعد أن غادروا معتقلات مليشيا الحوثي الإرهابية ضمن صفقة تبادل الأسرى التي نفذتها مؤخراً الحكومة اليمنية والحوثيون، بينما وثقت حجز عدد (400) امرأة في ذات السجون الحوثية.

 

وفي التفاصيل، أكدت أمة السلام الحاج، رئيسة رابطة أمهات المختطفين، أن المختطفين تحولوا إلى رهائن بيد مليشيا الحوثي تقايض بهم بأسرى من مقاتليها، مشيرة إلى أن معظم الذين غادروا سجون مليشيا الحوثي بصحة جسدية ونفسية سيئة للغاية نتيجة التعذيب والسجن.

 

وبحسب مصادر إعلامية، قالت رئيسة أمهات المختطفين، إن (83) مختطفاً ممن رصدتهم المنظمة توفوا نتيجة التعذيب، بينما وضع السجينات سيء للغاية وأن المنظمات الحقوقية وثقت حجز عدد (400) امرأة في سجون الحوثي.

 

وفي حين أوضحت “الحاج”، أن الحوثيين أخلوا سبيل (121) مختطفاً في صفقة التبادل الأخيرة فيما بينها والدولة.. أكدت أنهم غادروا سجون المليشيا بصحة جسدية ونفسية سيئة للغاية نتيجة التعذيب والسجن، منهم من فقد عقله وآخرون مصابون بأمراض صحية ونفسية مختلفة سوف تستمر معهم فترة من الزمن نظراً لعدم وجود مراكز متخصصة للإرشاد النفسي وكذلك لمعاناة النزوح وعدم توفر العمل والكسب للعيش بحياة كريمة.

 

الكي والذبح

 

في السياق، كشفت مصادر متطابقة لوكالة “خبر” عن حالات مشابهة لمعتقلين اطلقت المليشيا سبيلهم وحالتهم النفسية والصحية والجسدية صعبة للغاية.

 

المصادر المقرَّبة من أحد المعتقلين “طلبت عدم ذكر اسمه”، أفادت أنه تم إطلاقه مؤخراً ضمن صفقة تبادل الأسرى بعد أكثر من عام على الاعتقال لدى الحوثيين، وحالته الصحية والنفسية والجسدية صعبة للغاية، جرَّاء تعرضه لأبشع تعذيب متعدد الأوجه والطرق.

 

وذكرت المصادر أن الضحية ينحدر من عزلة منقير، الواقعة جنوب شرقي مخلاف العود، بمديرية دمت، والتابعة إداريا لمحافظة الضالع، وتقوم -حاليا- عائلته ببيع قطع زراعية وذهب ومجوهرات، لجمع تكلفة السفر إلى جمهورية مصر لإجراء الفحوصات الطبية المناسبة، وفقا لتوصيات وتقارير الأطباء.

 

وبحسب المصادر، ترك التعذيب النفسي والجسدي آثاراً بليغة لدى المعتقلين حد ذهاب العقل وفقدان الذاكرة والتصرف بلا شعور، تقود أصحابها إلى الشكوك وفقدان الثقة بالآخرين.

 

عشرات الحالات المشابهة تم تسجيلها في محافظات إب، لحج، الضالع، وعدن، وغيرها.. جميعها يعاني اصحابها من أمراض نفسية مزمنة.

 

ويقول عدد من المعتقلين لـ”خبر”، إنهم اخضعوا لطرق تعذيب نفسي وجسدي متنوعة أثناء استدعائهم ليلا للتحقيق، حيث كان يقوم سجانون حوثيون يرتدون أقنعة بحد السكاكين أمامهم وتهديدهم بالذبح، وأحيانا التحرش بهم، وصولا إلى تكبيلهم واقفين إلى نوافذ غرف التحقيق بواسطة الأيدي والأرجل لما يزيد عن خمس ساعات متتالية تحت الضرب بالعصي البلاستيكية واسلاك كهربائية والكي بأعقاب السجائر.

 

ووفقا للمعتقلين، بلغ بهم الأمر حد تمني الموت مقارنة بحجم المعاناة النفسية والجسدية التي لاقوها.

 

ويؤكد مقربون من أن ذوي الضحايا يرفضون الكشف عن تفاصيل معاناة المعتقلين بعد الافراج عنهم من سجون الحوثي، نزولا تحت التهديد والرغبات الحوثية.

 

أرقام مرعبة

 

إلى ذلك كشف تقرير أصدره تحالف رصد، نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، “وهو تحالف حقوقي يضم عدداً من المنظمات المحلية وناشطين في حقوق الإنسان”، تعرض (1,635) مختطفاً جميعهم تعرضوا لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والمعاملة القاسية داخل السجون الحوثية من بينهم (109) أطفال و(33) امرأة و(78) مسناً، موزعين على (17) محافظة يمنية.

 

وذكر التقرير، أن (1,427) مختطفاً تعرضوا للتعذيب النفسي والجسدي، بينهم (101) طفل و(24) امرأة، مضيفاً إن (208) تعرضوا لأشد وأقسى أنواع التعذيب المفضي إلى الموت، بينهم (8) أطفال و(9) نساء و(15) مسناً.

 

وسجلت أمانة العاصمة أعلى نسبة تعذيب، بواقع (430) حالة، بينهم (12) طفلاً و(8) نساء و(12) مسناً، فضلاً عن (48) مختطفا تم تعذيبهم حتى الموت بينهم (4) مسنين، و(8) نساء (5) منهن أقدمن على الانتحار داخل السجن المركزي بعد تعرضهن للاغتصاب تحت تهديد السلاح والتعذيب الشديد.

 

ووفقاً للتقرير، جاءت محافظة حجة، في المرتبة الثانية، بواقع (161) حالة تعذيب، بينهم (34) طفلاً وامرأة و(6) مسنين، إلى جانب تعرض (6) آخرين للتعذيب حتى الموت بينهم طفلان ورجل مسن.

 

أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب محافظة إب، وتعرض فيها (113) مختطفاً للتعذيب الوحشي، من قبل المليشيا التي قامت بتعذيب (37) مختطفا ماتوا تحت سياط التعذيب بينهم (3) أطفال ومسنان.

 

كما رصد التقرير (110) حالات تعذيب مختطفين في محافظة الحديدة، بينهم (15) طفلاً و(6) نساء و(4) مسنين إلى جانب (26) سجينا آخرين قضوا تحت التعذيب بينهم (3) مسنين، و(5) نساء، فضلاً عن تعذيبها (15) مختطفاً آخرين حتى الموت بينهم طفلان ورجل طاعن في السن.

 

بينما شهدت محافظة تعز تعذيب (71) مختطفا، فضلا عن وفاة (21) مختطفا تحت سياط التعذيب، معظمهم كانوا محتجزين في سجن “مدينة الصالح” سيئ السمعة الواقع بمنطقة الحوبان شرق مدينة تعز.

 

وفي محافظة الضالع، تعرض (48) مختطفاً للتعذيب، بينهم رجل كبير في السن، فضلاً عن تعذيب (4) آخرين حتى الموت، وهو الأمر ذاته في محافظة عمران التي جاءت في المرتبة الثانية عشرة بواقع (31) حالة، ناهيك عن (8) حالات تعذيب حتى الموت في المحافظة نفسها.

 

المصدر: وكالة خبر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى