سخّرت عائدات الدولة لتطييف المجتمع.. إذلال حوثي لأساتذة الجامعات اليمنية

منصة 26 سبتمبر – وكالات

 

منذ انقلابها اهتمت ذراع إيران في اليمن، بتطييف المجتمع اليمني، وسخرت عائدات الدولة لأغراضها الخاصة من الدورات الطائفية ومجهودها الحربي، وتنصلت من دفع رواتب الموظفين كل هذه السنين ولم تكتف بذلك، بل مارست كل نماذج الإذلال وألزمت أساتذة الجامعات بالمشاركة بفعالياتها الطائفية أو تهديدهم بالفصل من وظائفهم التي لا يتقاضون عنها أي مال.

 

من أجل توفير لقمة العيش، البعض أعلن بيع ممتلكاته مؤخراً فيما يواجه البعض الآخر الطرد من المساكن لعدم قدرته على دفع الإيجار، “جمال السالمي” أستاذ الاقتصاد في جامعة إب، وهو يبيع القات لتوفير احتياجات أسرته، تقدم هذه الحالات صوراً من الوضع الذي تعيشه الكوادر التعليمية في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي.

 

وعلى عكس هذا التوجه، وافقت الحكومة اليمنية على صرف نصف راتب شهري لجميع الأساتذة في الجامعات الخاضعة لسيطرة الميليشيات، قبل أن تتوقف هذه العملية نتيجة فرض عمولات تحويل على الرواتب والحوالات وصلت إلى (50%).

 

الأستاذ الجامعي “محمد عامر” كسر حاجز الصمت، وقال لـ”الشرق الأوسط”: «بسبب انقطاع راتبي بعت كل ما يصلح للبيع معي، وآخر شيء بعته بعد سيارتي هو بيتي قبل ثلاث سنوات وأعيش من قيمته، وتبقى القليل من ذلك المبلغ». وأضاف: «تم طردي من السكن الجامعي في ذمار، وكل مفردات القسوة والشكوى لن تستطيع أن تعبر عن حجم الجرم والإسراف بالقسوة والتوحش والاستقواء على أكاديمي أعزل… أنا منهار نفسياً واسودت الحياة بوجهي. فقدت الثقة بالجميع».

 

وكتب زميله “عبد الحكيم الهجري”، أن صاحب المنزل قدم له إنذاراً بإخلاء الشقة نتيجة تراكم الإيجارات، مشيراً إلى أن مصيره وأسرته «الشارع». وشرح كيف أن صاحب البقالة منع عنه الاستدانة كون ما عليه قد جاوز مائتي ألف ريال (حوالي 350 دولاراً). وانتقد وزارة المالية في حكومة الحوثيين، غير المعترف بها، وقال إنها أوقفت صرف رواتب الأساتذة والموظفين في الجامعات، فيما هي تصرف الرواتب من أعلى هرم فيها (مجلس حكم الانقلاب) إلى أصغر مؤسسة.

 

ويصف الهجري وضع أساتذة الجامعات اليوم بأنهم أصبحوا «شحاذين بكل ما تحمل الكلمة من معنى. لم يعد سوى أن نقف أمام الناس عقب كل صلاة لنقول للمصلين: نحن أكاديميون نموت جوعاً». وخاطب القيادات الحوثية قائلاً: «نحن نؤدي أعمالنا التدريسية على أكمل وجه، ونسير على الأقدام يومياً من منازلنا إلى مقرات أعمالنا في الكليات، ونعود أيضاً سيراً على الأقدام لأننا لا نمتلك حق المواصلات، فيما أنتم تعيشون وجيوبكم متخمة بالأوراق النقدية، ونحن نمشي على الطرقات وجيوبنا خاوية تشكو ضيق الحال وشظف العيش».

 

الإذلال الحوثي لأساتذة الجامعات لم يقتصر على وقف صرف الرواتب، بل امتد إلى طرد المتقاعدين منهم من السكن، كما حدث مع المؤرخين البارزين يوسف محمد عبد الله وسيد مصطفى سالم، وعائلة أستاذ علم الاجتماع وأحد مؤسسي جامعة صنعاء عبده علي عثمان الذي طردت أسرته من الشقة الجامعية، بعد نحو أسبوع على وفاته.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى