«الجــاح».. المخاوي والأبيني والعديني والتهامي في خنادق جبهة حاكمة

منصة 26 سبتمبر – وكالات – أحمد الولي

 

واحدة من أكثر قطاعات جبهة الساحل الغربي والحديدة أهمية وخطورة، من زاوية ميدانية وعسكرية بحتة ومن الناحية الاستراتيجية الاحتكام عليها يتيح أفضلية حاسمة؛ بأكثر من قيمة ولأكثر من سبب وفي أكثر من اتجاه.

 

ترابط القوات المشتركة وتُحكِم السيطرة في محور الجاح (الاستراتيجي)، غرب بيت الفقيه، جنوب الحديدة.

 

ومنذ دحر المليشيات الحوثية، في امتداد الساحل الغربي وصولاً إلى مدينة الحديدة، وأخذ الجاح، وحصر المليشيات أكثر فأكثر في نطاق جيب صغير ومحدود -داخل- في مركز مديرية الدريهمي، شكلت الجاح محور الارتكاز، لجهة موقعها الحاكم على ممر رئيس وتحكُّمها بإحدى بوابتي الحديدة مع جنوبها ومناطق الساحل والداخل.

 

جبهة حاكمة

 

تُشرف الجاح الأسفل من جهة الغرب على الطريق الساحلي الممتد من الخوخة حتى مدينة الحديدة، بينما يمتد الجاح الأعلى حتى الحسينية شرقاً بمسافة (12) كم.

 

وللحيثيات نفسها فإنّ السيطرة على الجاح الأسفل والأعلى تعد مثابة السيطرة على خطوط الإمداد القادمة من وإلى الحديدة، المدينة والمحافظة، إنها كما تُوصَف “بوابة العبور وممر قوات التحرير إلى مدينة الحديدة”.

 

القوات المرابطة في الجاح تتحمَّل مسؤوليات مضاعفة؛ حيث يقع على كاهلها إفشال كافة محاولات المليشيات الحوثية إلى العودة، ومغامراتها المستميتة إلى تحقيق أي اختراقات ميدانية، تمكِّنها من تغيير معادلة السيطرة والنفوذ الحاكم، في مواقع الإشراف المباشر على الطريق الرئيس والمنفذ الجنوبي إلى مدينة الحديدة.

 

على صِلة بهذا عُرفت الجاح أكثر من غيرها بمصارع قناصة المليشيات الحوثية، إلى جانب إحباط مغامرات وهجمات ومحاولات تسلل، وتدمير مخابئ أسلحة وخنادق ومتاريس واستحداثات متكررة خلال المزارع وحقول النخيل، وإهلاك التعزيزات المستقدَمة تِباعاً من جهة مزارع الحسينية ومناطق زبيد وبيت الفقيه وجبل رأس.

 

ويخوض أبطال القوات المشتركة في الجاح معارك ضارية أكلت المزيد من قوات وتعزيزات الحوثيين المتتابعة، القادمة من الجنوب والجنوب الشرقي ومن مناطق بعيدة عبر إب العدين جبل راس والجراحي باتجاه الجاح والمناطق المحررة في تهامة وبمحاذاة الساحل.

 

معادلة المشتركة

 

أبطال القوات المشتركة المرابطين في الجاح، فرضوا معادلة جديدة بلغة النيران المدفعية التي راحت تخمد وتسكت وتلاحق جيوب المليشيات وتحركاتها وتسللاتها وعمليات القصف والاستهداف، فضلاً عن الاستحداثات دائمة الحدوث والتكرار دون توقف.

 

ويستبسل الأبطال في الاحتكام التام على الميدان ومسرح الاشتباك الضاري، بينما يقاتلون بفدائية من يبذل للبلاد روحه بلا تردد. ويرتقي شهداء، وعلى إثرهم رفاق جرحى يسابقون الجراح للعودة إلى متاريس الشرف وميدان الرجولة والتضحية.

 

وعلى مدار الأشهر المتلاحقة، ألحق رجال القوات المشتركة، هزائم مذلة بالمليشيا، التي فشلت وتفشل في كسر حائط التصدي الصلب، أو إحداث ثغرة في الجدار المترامي على محاور امتدادات الجاح من طرفيها، الأعلى والأدنى.

 

وتدفع المليشيا باستمرار العشرات من عناصرها في جولات تماس واشتباك مباشر أنجز خلالها الأبطال بنجاح مهام إهلاك المؤامرة الهادفة إلى إحداث اختراق يستحكم على طرق الإمدادات الرئيسة ومركز العبور الحاكم.

 

فداء وشهداء

 

رابط ومر هنا في قطاع الجاح رجال وأبطال ألوية القوات المشتركة، العمالقة والمقاومة الوطنية والتهامية، تداولا وتبادلا، وسطر الجميع شراكة ميدانية وجبهوية متعاضدة النهام والسواعد، ومن مختلف محافظات ومناطق اليمن، اجتمع وامتزج المقاتلون دما وعرقا وهمة وهمة.. زرانيق ورجال الرابع حراس والخامس عمالقة ورفقاء كثر آخرون سطروا بطولات ومآثر وروى دم نخيلا كثيرا وينتصب شاهد الشهداء الأحياء في كثبان الرمل والمساحات الخضراء على السواء.

 

ارتقى شهيداً البطل “محمد سعد عبدالله المطوفي (الجعمي)” من أبناء العدين بإب، وهو الشهيد الرابع في صفوف الحراس من بيت المطوفي (الجعمي)، مثلما استُشهد ابن قرية الهديلة في المخا من الساحل الغربي، الشهيد صابر الهديل، بينما يخوض ورفاقه مواجهات عنيفة ضد مليشيا الكهنوت الحوثي في الجاح. وشارك “عضيل” بجسارة وفدائية في معارك الشرف والبطولة لتحرير تهامة والحديدة، منذ التحاقه بقوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح في أغسطس قبل الماضي.

 

وإذا كانت قد عانت المليشيا الحوثية في جبهات الساحل وتهامة جنوب الحديدة أياماً وجولاتٍ متتابعةً وعسيرة بالغة الكلفة، فإنها قد عانت أكثر في الجاح، وأهلكت الكثير من قواها وتعزيزاتها المتلاحقة، لتتكسّر أخيراً في محور الجاح، تحت ضربات ونيران أبطال المشتركة، حيث تتساقط المجاميع وتسقط مؤامرات استهدفت وتستهدف خطوط الإمداد الداخلية.

 

الانتقام واتهام المدنيين

 

وكنتيجة لخسائرها وهزائمها المتراكمة تلجأ المليشيات الحوثية إلى معاقبة السكان والانتقام من المدنيين والمزارعين، كما هي عادتها في كافة المحاور والجبهات. واستشهد رجال ونساء من أبناء الجاح ومزارعيها جراء القصف والاستهداف العشوائي وعمليات القنص.

 

في إحدى المرات – نهار الثلاثاء 11 ديسمبر 2018- قُتلت امرأة وأصيبت أخرى بجراح خطيرة، بقذيفة أطلقتها مليشيا الحوثي على قرية الخرصة شرق منطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه. القذيفة التي سقطت قرب منازل بني زين جمّال، تسببت في مقتل امرأة أربعينية وإصابة شقيقتها، كانتا تجمعان الحطب في محيط الحي.

 

 

وتلجأ المليشيا أمام الهزائم المُذلِّة التي تتلقاها في الجاح، إلى الانتقام من الأهالي والمواطنين بالقصف والألغام، محمّلة إياهم مسئولية ما تتعرض له من خسائر وفشل، كما تعاقب أهالي حيس والتحيتا بنفس الطريقة منذ تحريرهما.

 

وتوالت جرائم المليشيات تِباعاً بحق المدنيين، كما تزايدت أعداد الضحايا من المدنيين، سواءً بالقذائف والعيارات أو بالألغام والعبوات.

 

وتتهم مليشيا الحوثي أهالي قرى (الكراعمة والمرازقة والخرصة وسول امزهر) في الجاح الأسفل، بالتعاون مع كتائب اللواء الرابع في المقاومة الوطنية وكشف مواقع المليشيا في مناطقهم، وأنهم تسببوا في دحرهم من تلك القرى، الأمر الذي جعلهم عرضةً لاستهداف قذائف الحوثي.

 

المصدر: الساحل الغربي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى